كتاب التوضيح الأبهر لتذكرة ابن الملقن في علم الأثر
تعددت الطرق إليه، وهذا هو المطلق، أو كان التفرد في (جهة خاصة، كقولهم: تفرد به أهل مكة) ، وهو النسبي، إلا أن يكون تجوَّزَ بإرادة واحد منها.
(ونحوه) أي المثال، كتفرد به فلان عن فلان، مما له طرق سواه.
(والغريب: وهو ما تفرد به واحد عن الزهري وشبهه) كمالك (ممن يجمع حديثه) وحينئذ فهو والفرد النسبي سواء، بل هما مشتركان في المطلق أيضًا، وقد أشار ابن الصلاح1 إلى افتراقهما فيما إذا كان المنفرد به من مكة أكثر من واحد، فإنه حينئذ يكون فردًا لا غريبًا، فكل غريب فرد ولا عكس.
(فإن انفرد) عن من يجمع حديثه (اثنان) على المعتمد3، (أو ثلاثة سُمي عزيزًا) 3 إما لقلته أو لقوته4، وشذ من جعل كونه باثنين شرط
__________
أي تنطبق عليه الأحكام المُقَعِدة للتصحيح والتضعيف، فإن ضبط صُحِّحَ حديثُه، وإن خف حُسِّن، وإن ضعف رُدّ. انظر التدريب "1/ 249".
1 علوم الحديث "ص 270".
وانظر التدريب "2/ 180"، وفتح المغيث "4/4".
2 نص ابن حجر على أن العزيز هو: "أن لا يرويه أقل من اثنين عن اثنين" النزهة "ص 24"، وهذا التعريف هو الذي اعتمده المتأخرون من الأئمة واستقر الاصطلاح عليه، لذا أشار الشارح بقوله "على المعتمد".
انظر فتح المغيث "4/ 5-7"، والتدريب "2/ 181"، واليواقيت الدرر "1/ 156"، وشرح النخبة للقاري "ص32"، وإمعان النظر "ص 27"، ومنهج ذوي النظر "67"، وإسعاف ذوي الوطر "1/ 209"، وشرح أحمد شاكر لألفية السيوطي "ص 43".
3 قاله ابن منده، وتبعه عليه ابن الصلاح والنووي، وهو غير المعتمد، كا سبق بيانه آنفًا.