كتاب جزء من حديث ابن شاهين

26 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ الْفَزْرِ الْعَابِدُ، بِمَهْرُوبَانَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ «. . .» فَالْتَفَتَ إِلَى شَيْخٍ فَقَالَ: حَدِّثِ الْقَوْمَ بِحَدِيثِ الْحَيَّةِ فَقَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ أَنَّ خُمَيْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ " خَرَجَ إِلَى مُتَصَيَّدِهِ §فَتَمَثَّلَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ حَيَّةٌ، فَقَالَتْ: أَجِرْنِي، أَجَارَكَ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ. قَالَ: وَمِمَّا أُجِيرُكِ؟ قَالَتْ: مِنْ عَدُوٍّ رَهَقَنِي يُرِيدُ أَنْ يُقَطِّعَنِي إِرْبًا إِرْبًا. قَالَ: وَمَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ: مِنْ أَهْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ: وَأَيْنَ أُخْبِئُكِ؟ قَالَتْ: فِي جَوْفِكَ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَعْرُوفَ. قَالَ: فَفَتَحَ فَاهُ وَقَالَ: هَا، فَدَخَلَتْ جَوْفَهُ. فَإِذَا رَجُلٌ مَعَهُ صِمْصَامَةٌ، فَقَالَ: يَا خُمَيْرُ أَيْنَ الْحَيَّةُ؟ قَالَ: مَا أَرَى شَيْئًا. قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ قَالَ: نَعَمْ سُبْحَانَ اللَّهِ. مَا أَرَى شَيْئًا. فَذَهَبَ الرَّجُل -[39]- ُ فَأَطْلَعَتِ الْحَيَّةُ رَأْسَهَا، ثُمَّ قَالَتْ: يَا خُمَيْرُ أَتُحِسُّ الرَّجُلَ؟ فَقَالَ لَهَا: قَدْ ذَهَبَ؟ قَالَتْ: فَاخْتَرْ أَحَدَ خَصْلَتَيْنِ أَنْ أَنْكُتَ قَلْبَكَ نُكْتَةً أَوْ أَفْرُثَ كَبِدَكَ فَتُلْقِيَهُ مِنْ أَسْفَلَ قِطَعًا. قَالَ: وَاللَّهِ مَا كَافَيْتِينِي؟ قَالَتْ: فَحِينَ يَضَعُ الْمَعْرُوفَ عِنْدَ مَنْ لَا يَعْرِفُهُ، وَقَدْ عَرَفْتَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِيكَ قَدِيمًا، وَلَيْسَ مَعِي مَالٌ فَأُعْطِيكَ، وَلَا دَابَّةٌ فَأَحْمِلُكَ. قَالَ: فَأَمْهِلِينِي حَتَّى آتِيَ سَفْحَ هَذَا الْجَبَلِ فَأُمَهِّدَ لِنَفْسِي، فَبَيْنَا هُوَ يَمْشِي إِذَا هُوَ بِفَتًى حَسَنِ الْوَجْهِ طَيِّبِ الرِّيحِ حَسَنِ الثِّيَابِ فَقَالَ لَهُ: يَا شَيْخُ مَالِي أَرَاكَ مُسْتَبْسِلًا لِلْمَوْتِ آيِسًا مِنَ الْحَيَاةِ. قَالَ: مِنْ عَدُوٍّ فِي جَوْفِي يُرِيدُ هَلَاكِي. فَاسْتَخْرَجَ شَيْئًا مِنْ كُمِّهِ فَدَفَعَهُ إِلَيَّ وَقَالَ: كُلْهَا فَفَعَلَ فَأَصَابَهُ مَعْضٌ شَدِيدٌ ثُمَّ نَاوَلَهُ أُخْرَى فَأَكَلَهَا فَرَمَى بِالْحَيَّةِ مِنْ أَسْفَلِهِ قِطَعًا. فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ، فَمَا أَحَدٌ أَعْظَمَ عَلَيَّ مِنَّةً مِنْكَ؟ قَالَ: أنا الْمَعْرُوفُ، إِنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ لَمَّا رَأَوْا غَدْرَ الْحَيَّةِ بِكَ اضْطَرَبُوا كُلٌّ يَسْأَلُ رَبَّهُ أَنْ يُغِيثَكَ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا مَعْرُوفُ أَدْرِكْ عَبْدِي فَإِيَّايَ أَرَادَ بِمَا صَنَعَ "

الصفحة 38