كتاب نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله عز وجل من التوحيد (اسم الجزء: 1)
قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ، قَالَ: أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ" 1.
فَمَا نَصْنَعُ2 بِقَوْلِكَ أَيُّهَا الْمُعَارِضُ وَقَوْلِ إِمَامِكَ الْمَرِيسِيِّ مَعَ قَوْلِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ 2وَإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ4 صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ، إِلَّا أَنْ يُنْبَذَ فِي الْحُشِّ.
وَالْقُرْآنُ يُصَدِّقُ مَا قَالَا وَيُحَقِّقُهُ، مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ، إِذْ يَقُولُ: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} 6 وَ {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} 7، {ذِي الْمَعَارِجِ، تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} 8، وَ {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} 9 وَ {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} 10 وَمَا أَشْبَهَهَا مِنَ الْقُرْآنِ.
وَزَعَمْتَ أَيُّهَا الْمُعَارِضُ أَنَّكَ لَا تَصِفُ اللَّهَ بِحُلُولٍ فِي الْأَمَاكِنِ، فَلَوْ
__________
1 تقدم تحريج الحَدِيث ص"445".
2 فِي س "فَمَا تصنع" بِالتَّاءِ، وَفِي ط، ش، "فَمَا نصْنَع" بالنُّون، وَلم تعجم فِي الأَصْل وَالظَّاهِر أَنَّهَا بالنُّون.
3 فِي ط، س، ش زِيَادَة "صلى الله عَلَيْهِ وَسلم".
4 تقدم لَهُ تَرْجَمته ص293.
5 تقدم مَعْنَاهُ ص443.
6 سُورَة الْملك آيَة 16.
7 سُورَة فاطر 10.
8 قَوْله تَعَالَى: {خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} لم تذكر فِي النُّسْخَة س، والآيتان من سُورَة المعارج "3-4".
9 سُورَة الْأَنْعَام آيَة 18، وَأَيْضًا آيَة 61.
10 سُورَة آل عمرَان آيَة 55.
الصفحة 492