كتاب نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله عز وجل من التوحيد (اسم الجزء: 1)

النَّاسَ إِلَى إِجَابَةِ الدَّعْوَةِ وَإِلَى الْمَغْفِرَةِ مِنْهَا لَهُمْ، وَإِلَى إِعْطَاءِ السُّؤَالِ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى1 وَلِيَ ذَلِكَ، دُونَ سِوَاهُ2.
وَأُخْرَى أَنَّ أَمْرَهُ وَمَلَائِكَتَهُ وَرَحْمَتَهُ وَسُلْطَانَهُ3 دَائِبًا4 يُنَزَّلُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ5 وَفِي كُلِّ سَاعَةٍ لَا يَفْتُرُ وَلَا يَنْقَطِعُ6 فَمَا بَالُ ثُلُثِ اللَّيْلِ خُصَّ بِنُزُولِهِ وَرَحْمَتِهِ7 وَأَمْرِهِ مِنْ بَيْنِ أَوْقَاتِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ؟ حَتَّى وَقَّتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِذَلِكَ8 وَقْتًا آخَرَ. فَقَالَ: "إِلَى أَنْ يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ" 9 فَفِي دَعْوَاكَ: تَنْزِلُ رَحْمَتُهُ عَلَى النَّاسِ فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ، فَإِذَا انْفَجَرَ الْفَجْرُ رُفِعَتْ فِي دَعْوَاكَ، هَذَا وَاللَّهِ تَفْسِيرٌ مُحَالٌ، وَتَأْوِيلُ ضَلَالٍ، يَشْهَدُ عَلَيْهِ ظَاهِرُ لَفْظِ الْحَدِيثِ بِالْإِبْطَالِ.
وَأَمَّا مَا رَوَيْتَ فِي صَدْرِ كِتَابِكَ عَنِ الْمَرِيسِيِّ أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ مَكَانٍ عَن ابْن عُيَيْنَة10........................
__________
1 لفظ "تَعَالَى" لَيْسَ فِي ط، س، ش.
2 فِي ط، س، ش "دون من سواهُ".
3 فِي س "سُلْطَانه وَأمره" فتكرر لفظ "أمره" مرَّتَيْنِ.
4 فِي ط، ش "دَائِما".
5 فِي ط، س، ش "آنَاء اللَّيْل وَالنَّهَار".
6 فِي ط، س، ش "لَا يفتر فِي كل سَاعَة وَلَا يَنْقَطِع" قلت: والفتور هُوَ السّكُون بعد الحدة واللين بعد الشدَّة وفتره تفتيرًا وفتر المَاء سكن حره فَهُوَ فاتر، انْظُر الْقَامُوس للفيروزآبادي 2/ 107 مَادَّة "فتر" بِتَصَرُّف.
7 فِي ط، ش "بنزول رَحمته وَأمره" فِي ط، ش.
8 قَوْله: "لذَلِك" لَيْسَ فِي ط، ش.
9 تقدم تَخْرِيجه ص"213".
10 هُوَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة، انْظُر تَرْجَمته ص"175".

الصفحة 495