كتاب نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله عز وجل من التوحيد (اسم الجزء: 1)
ثُمَّ لَمْ يَزَلْ هَذَا الْكُفْرُ بَعْدَ كُفَّارِ قُرَيْشٍ دَارِسًا طَامِسًا1، لَمَّا قَدْ طَمَسَهُ اللَّهُ بِتَنْزِيلِهِ، حَتَّى مَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ وَالتَّابِعُونَ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ أَظْهَرَهُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ2 الْجَعْدُ بْنُ دِرْهَمٍ3 بِالْبَصْرَةِ4، وَجَهْمٌ5 بِخُرَاسَانَ6 فَقَتَلَهُمَا اللَّهُ بِشَرِّ قِتْلَةٍ، وَفَطِنَ النَّاسُ لِكُفْرِهِمَا، حَتَّى كَانَ سَبِيل من أظهر
__________
1 فِي ط، س، ش "ثُمَّ لَمْ يَزَلْ هَذَا الْكُفْرُ دارسًا طامسًا بعد كفار قُرَيْش" قلت: والدارس والطامس متقاربان لفظا وَمعنى وَالْمعْنَى أَنه عَفا وانمحى، قَالَ والفيروزآبادي فِي الْقَامُوس 2/ 215 مَادَّة "درس": "درس الرَّسْم دروسًا عَفا" وَقَالَ فِي الْجُزْء نَفسه ص"227" مَادَّة "الطُّموس": "الطموس: الدُّرُوس والامحاء يطمس، ويطمس وطمسته طمسًا محوته، وَالشَّيْء استأصلت أَثَره".
2 فِي ط، س، ش "فِي آخر الزَّمَان فِي الْإِسْلَام".
3 قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان 1/ 399: الْجَعْد بن دِرْهَم عداده فِي التَّابِعين مُبْتَدع ضال. زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَتَّخِذْ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا وَلَمْ يُكَلِّمْ مُوسَى فَقتل على ذَلِك بالعراق يَوْم النَّحْر، والقصة مَشْهُورَة، وَانْظُر: لِسَان الْمِيزَان 2/ 105 والأعلام للزركلي طبعة بيروت 2/ 120.
4 الْبَصْرَة هِيَ الْمَدِينَة الْمَعْرُوفَة من أَعمال الْعرَاق، وَتَقَع فِي الْجنُوب مِنْهُ أنشئت فِي عهد عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ وينسب إِلَيْهَا عدد من الْعلمَاء الأجلاء مِنْهُم أَبُو الْحسن الْبَصْرِيّ انْظُر: مُعْجم الْبلدَانِ للحموي 1/ 430-442 وآثار الْبِلَاد وأخبار الْعباد للقزويني ص"147".
5 جهم بن صَفْوَان، تقدم ص"309-313".
6 خُرَاسَان أَو بِلَاد الشَّمْس المشرقة مركبة من "خور" بِمَعْنى الشَّمْس و"آسان" بِمَعْنى مشرقة، وَيذكر ياقوت الْحَمَوِيّ أَن أول حدودهما مِمَّا يَلِي الْعرَاق وَآخر حدودهما مِمَّا يَلِي الْهِنْد وتشمل على أُمَّهَات من الْبِلَاد مِنْهَا نيسابور وهراة ومرو وطالقان وأبيورد وسرخس وَمَا يَتَخَلَّل من ذَلِك من المدن الَّتِي دون نهر جيجون.
"هراة وبلخ" ومقاطعة تركمانيستان السوفياتية "مرو": "انْظُر: مُعْجم الْبلدَانِ للحموي 2/ 350-354، ودائرة معارف الْقرن الْعشْرين لمُحَمد فريد وجدي 3/ 690، والمنجد فِي الْأَعْلَام ص"267".
الصفحة 530