كتاب نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله عز وجل من التوحيد (اسم الجزء: 1)
وَمُنَافَحَةً1 عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ2 كَيْلَا يُسَبَّ وَتُعَطَّلَ صِفَاتُهُ3 وَذَبًّا عَنْ ضُعَفَاءِ النَّاسِ كَيْلَا يَضِلُّوا بِمِحْنَتِهِمْ4 هَذِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَعْرِفُوا ضِدَّهَا مِنَ الْحُجَجِ الَّتِي تَنْقُضُ دَعْوَاهُمْ وَتُبْطِلُ حُجَجَهُمْ.
فَقَدْ كَتَبَ إِلَيَّ عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ5 أَنَّهُ سَمِعَ عِيسَى بْنَ يُونُسَ6 يَقُول: "لَا تجالسوا الجهيمة7، وَبَيِّنُوا لِلنَّاسِ أَمْرَهُمْ، كَيْ يَعْرِفُوهُمْ فَيَحْذَرُوهُمْ"8.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ9: "لَأَنْ أَحْكِيَ كَلَامَ الْيَهُودِ10 وَالنَّصَارَى11 أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْكِيَ كَلَامَ الْجَهْمِيَّةِ"12.
فَحِينَ خَاضَتِ الْجَهْمِيَّةُ13 فِي شَيْءٍ مِنْهُ وَأَظْهَرُوهُ وَادَّعَوْا أَنَّ كَلَامَ اللَّهِ مَخْلُوقٌ، أَنْكَرَ ذَلِكَ14 ابْنُ الْمُبَارَكِ15 وَزَعَمَ16 أَنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوق،
__________
1 تقدم مَعْنَاهَا ص"145".
2 لفظ "عز وَجل" لَيْسَ فِي ط، س، ش.
3 فِي ط، س، ش "وَلَا تعطل".
4 فِي س "بمحنته".
5 عَليّ بن خشرم، تقدم ص"146".
6 عِيسَى بن يُونُس، تقدم ص"146".
7 الْجَهْمِية، انْظُر ص"137".
8 تقدم تَخْرِيجه ص"146".
9 ابْن الْمُبَارك، تقدم ص"143".
10 الْيَهُود، انْظُر ص"143".
11 النَّصَارَى، انْظُر ص"143".
12 تقدم تَخْرِيجه ص"144".
13 الْجَهْمِية، انْظُر ص"138".
14 فِي ط، س، ش "أنكر ذَلِك".
15 ابْن الْمُبَارك، تقدم ص"143".
16 زعم هُنَا بِمَعْنى قَالَ. قَالَ الفيروزآبادي فِي الْقَامُوس 4/ 124: "الزَّعْم مُثَلّثَة القَوْل الْحق وَالْبَاطِل، وَالْكذب ضد، وَأكْثر مَا يُقَال فِيمَا يشك فِيهِ".
الصفحة 537