كتاب نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله عز وجل من التوحيد (اسم الجزء: 1)
فَإِنَّ1 مَنْ قَالَ: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا} 2، مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ3.
حَدَّثَنِيهِ يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ4، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الرَّبِيعِ5، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ6، فَكَرِهَ ابْنُ الْمُبَارَكِ حِكَايَةَ كَلَامِهِمْ قَبْلَ أَنْ يُعْلِنُوهُ. فَلَمَّا أَعْلَنُوهُ أَنْكَرَ عَلَيْهِمْ وَعَابَهُمْ ذَلِكَ7.
وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ حَنْبَلٍ8: "كُنَّا نَرَى السُّكُوتَ عَنْ هَذَا قبل أَن يَخُوض فِيهِ هَؤُلَاءِ، فَلَمَّا أظهروه وَلم نَجِدْ بُدًّا مِنْ مُخَالَفَتِهِمْ وَالرَّدِّ عَلَيْهِم"9.
__________
1 فِي ط، س، ش "وَأَن من قَالَ".
2 فِي ط، س، ش "أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنا" وَفِي الأَصْل: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا} وَلم أجد أَنَّهَا قِرَاءَة فَالصَّوَاب ماأثبتناه، انْظُر سُورَة، طه آيَة 14.
3 ذكر ذَلِك البُخَارِيّ فِي أَفعَال الْعباد، انْظُر: عقائد السّلف لعَلي سامي النشار، وعمار الطَّالِبِيُّ، كتاب أَفعَال الْعباد ص"119".
وَانْظُر: سنَن الْبَيْهَقِيّ فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات ص"248-249"، قَالَ: أخبرنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد الْمقري بِسَنَدِهِ إِلَى أبي الْوَزير مُحَمَّد بن أعين وَصِيّ ابْن الْمُبَارك قَالَ: قلت لِابْنِ الْمُبَارك: قَالَ النَّضر بن مُحَمَّد الْمروزِي: يَقُول: من قَالَ: إِن هَذَا مَخْلُوق {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي} فَهُوَ كَافِر، قَالَ ابْن الْمُبَارك: صَدُوق النَّضر عافاه الله، مَا كَانَ الله ليأمر مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام بِعبَادة مَخْلُوق.
4 يحيى الْحمانِي، تقدم ص"399".
5 الْحسن بن الرّبيع البَجلِيّ أَبُو عَليّ الْكُوفِي البوراني، بِضَم الْمُوَحدَة، ثِقَة من الْعَاشِرَة، مَاتَ سنة 20 أَو 21/ ع، انْظُر: التَّقْرِيب1/ 166.
6 ابْن الْمُبَارك، تقدم ص"143".
7 فِي ط، س، ش "وعابهم على ذَلِك" وَبِه يَتَّضِح الْمَعْنى.
8 أَحْمد بن حَنْبَل بن هِلَال بن أَسد الشَّيْبَانِيّ الْمروزِي، نزيل بَغْدَاد، أَبُو عبد الله أحد الْأَئِمَّة، ثِقَة حَافظ، فَقِيه حجَّة، وَهُوَ رَأس الطَّبَقَة الْعَاشِرَة، مَاتَ سنة 41 وَله 70 سنة، ع. انْظُر: التَّقْرِيب1/ 24، انْظُر: طَبَقَات الْحفاظ للذهبي 2/ 431-432، تَهْذِيب التَّهْذِيب 1/ 72-76.
9 قلت: وعَلى هَذَا كَانَ نهج الإِمَام أَحْمد شَأْنه فِي ذَلِك شَأْن السّلف الصَّالح =
الصفحة 538