كتاب نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله عز وجل من التوحيد (اسم الجزء: 1)

وَمِنْهُ خَرَجَ1، وَلَا يَجْهَلُ ذُو عَقْلٍ أَنَّهُ لَا يَخْرُجُ مِنَ اللَّهِ كَلَامٌ مَخْلُوقٌ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ الْمُتَكَلِّمُ بِهِ عِنْدَكُمْ غَيْرَ اللَّهِ، ثُمَّ أَضَافَهُ كَذِبًا وَزُورًا وَبُهْتَانًا إِلَى اللَّهِ، فَهَذَا الْمُتَكَلِّمُ بِهِ الْمُضِيفُ2 إِلَى اللَّهِ كَذَّابٌ مُفْتَرٍ كَافِرٌ، بِاللَّهِ إِذْ يَقُولُ: {إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِين} 3، أويقول4: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي} 5، أَوْ يَقُولُ لِمُوسَى6 {أَنَا رَبُّك} 7 فَمَنِ8 ادَّعَى شَيْئًا9 مِنْ هَذَا أَوْ قَالَهُ غَيْرُ اللَّهِ فَهُوَ كَافِرٌ كَفِرْعَوْنَ10 الَّذِي قَالَ: {أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى} 11 لَا يَسْتَحِقُّ قَائِلُ هَذَا أَنْ يَجْعَلَ قَوْلَهُ قُرْآنًا يُضَافُ إِلَى اللَّهِ وَيُقَامُ بِهِ دِينُ اللَّهِ12 أَوْضَحُ مِنَ الشَّمْسِ وَأَضْوَأُ مِنْهَا إِلَّا عِنْدَ كُلِّ مُدَلِّسٍ.
وَلَوْ لَمْ يُذِعْ13 هَذَا الْمُعَارِضُ هَذَا الْكَلَامَ، وَلَمْ يَنْشُرْهُ14 فِي النَّاسِ لَمْ نَتَعَرَّضْ لِمُنَاقَضَتِهِ وَإِدْخَالٍ عَلَيْهِ15، مَعَ أَنَّا لَمْ نَقْصِدْ بِالنَّقْضِ إِلَيْهِ، وَلَكِن
__________
1 فِي ط، س، ش "بِحَقِيقَة وَمِنْه خرج".
2 فِي ط، ش "المضيفة".
3 سُورَة الْقَصَص، آيَة 30.
4 فِي ط، ش "وَيَقُول".
5 فِي الأَصْل "أَنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنا فاعبدون" وَهُوَ خطأ وَصَوَابه مَا أَثْبَتْنَاهُ، انْظُر سُورَة طه، آيَة "14".
6 فِي ط، ش "وَيَقُول لمُوسَى"، انْظُر تَرْجَمته ص"155".
7 سُورَة طه، آيَة 12.
8 فِي ط، ش "من ادّعى".
9 فِي ش "شَيْء" وَصَوَابه النصب.
10 فِرْعَوْن، تقدّمت تَرْجَمته ص"165".
11 سُورَة النازعات، آيَة 24.
12 فِي ط، س، ش "فَهَذَا".
13 فِي س "وَلَو لم يدع".
14 فِي ش "وينشره".
15 فِي ط، س، ش "وَالرَّدّ عَلَيْهِ" بَدَلا من "وَإِدْخَال عَلَيْهِ".

الصفحة 559