كتاب نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله عز وجل من التوحيد (اسم الجزء: 1)
جَعَلَكَ اللَّهُ بِخَيْرٍ؟.
وَكُلُّ مَا عَدَدْنَا مِنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ وَمَا شبهها1 مِمَّا2 لَمْ يُعَدَّدْ3، يَسْتَحِيلُ4 أَنْ يَصْرِفَ جَعَلْنَا مِنْهَا إِلَى خَلَقْنَا5. وأشدها اسْتِحَالَة: مَا ادعيتم بِهِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى6 فِي قَوْله: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} 7 أَنَّهُ خَلَقْنَاهُ8 فَلَمْ تَفْقَهُوا9 مَعْنَاهُ مِنْ قِلَّةِ عِلْمِكُمْ بِالْعَرَبِيَّةِ.
وَيْلَكُمْ! إِنَّمَا الْكَلَامُ لِلَّهِ بَدْءًا وَأَخِيرًا10، وَهُوَ يَعْلَمُ الْأَلْسِنَةَ كُلَّهَا وَيَتَكَلَّمُ بِمَا شَاءَ مِنْهَا: إِنْ شَاءَ تَكَلَّمَ بِالْعَرَبِيَّةِ وَإِنْ شَاءَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ11 وَإِن شَاءَ
__________
1 فِي ط، س "وَمَا أشبههَا".
2 فِي س "فَمَا".
3 فِي ط، س، ش "يَتَعَدَّد".
4 فِي ط، س، ش "بمستحيل".
5 عبارَة "مِنْهَا إِلَى خلقنَا" لَيست فِي ط، س، ش.
6 لَفْظَة "تَعَالَى" لَيست فِي ط، س، ش.
7 فِي الأَصْل "جَعَلْنَاهُ" وَفِي ط، س، ش "إِنَّا جَعَلْنَاهُ" وَهُوَ الصَّوَاب انْظُر: "سُورَة الزخرف، آيَة 3".
8 فِي ط، ش "إِنَّا خلقناه".
9 فِي ط، س، ش "فَلم تفهموا".
10 فِي ط، س، ش "بدءًا وآخرًا".
11 فِي ط، ش "بالعبرية" قلت: وَهِي لُغَة الْيَهُود. جَاءَ فِي المعجم الْوَسِيط 2/ 586 "العبراني لِسَان الْيَهُود وأحدهم، والعبرانية لُغَة الْيَهُود والواحدة مِنْهُم" وَانْظُر: دَائِرَة معارف الْقرن الْعشْرين لمُحَمد فريد وجدي طبعة بيروت 6/ 89.
الصفحة 566