كتاب مداراة الناس لابن أبي الدنيا

122 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ مُصْلِحٍ الْعَتَكِيُّ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَفَّافُ، قَالَ: قَالَ لِي سُفْيَانُ: " يَا عَطَاءُ §احْذَرِ النَّاسَ، وَأَنَا فَاحْذَرْنِي، فَلَوْ خَالَفْتَ رَجُلًا فِي رُمَّانَةٍ فَقَالَ: حَامِضَةٌ، وَقُلْتَ: حُلْوَةٌ، أَوْ قَالَ: حُلْوَةٌ، وَقُلْتَ: حَامِضَةٌ؛ لَخَشِيتُ أَنْ يَشِيطَ بِدَمِي "
123 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي عَيَّاشُ بْنُ عُصْمٍ أَبُو الْوَلِيدِ الْكَلْبِيُّ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ صَدَقَةَ أَبُو الْمُهَلْهِلِ، قَالَ: أَخَذَ بِيدِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فَأَخْرَجَنِي إِلَى الْجَبَّانِ، فَاعْتَزَلَ نَاحِيَةً عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ، فَبَكَى ثُمَّ قَالَ: " يَا أَبَا الْمُهَلْهِلِ، §قَدْ كُنْتُ قَبْلَ الْيَوْمِ -[104]- أَكْرَهُ الْمَوْتَ فَقَلْبِي الْيَوْمَ يَتَمَنَّى الْمَوْتَ وَإِنْ لَمْ يَنْطِقْ بِهِ لِسَانِي. قُلْتُ: وَلِمَ ذَاكَ؟ قَالَ: لِتَغَيُّرِ النَّاسِ وَفَسَادِهِمْ. ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ الْيَوْمَ بِالْكُوفَةِ أَحَدًا لَوْ فَزَعَتُ إِلَيْهِ فِي قَرْضِ عَشْرَةِ دَرَاهِمَ أَقْرَضَنِي ثُمَّ كَتَمَهَا، حَتَّى يَذْهَبَ وَيَجِيءَ وَيَقُولَ: اسْتَقْرَضَنِي سُفْيَانُ فَأَقْرَضْتُهُ "

الصفحة 103