كتاب الأنوار الرحمانية لهداية الفرقة التيجانية

وأما البدعة في المصالح الدنيوية: فلا حرج في ذلك، ومادامت نافعة غير ضارة في الدين، ولا فيها ارتكاب محرم، أو هدم أصل من أصول الدين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث رافع بن خديج الذي رواه مسلم، قال في آخره: "إنما أنا بشراً إذا أمرتكم بشيء من أمر دينكم فخذوه، وإذا أمرتكم بشيء من رأيي فإنما أنا بشر".
ورد التيجانية وما شاكله بدعة
الآن يا أخي تأمل أي قسم تجعل ورد التيجانية؟ فإن جعلتها في القسم الأول - وهو المتبادر عندكم - فقد قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً} وما لم يكن يومئذ ديناً لم يكن اليوم ديناً. قال ابن الماجشون: سمعت مالكا رحمه الله يقول: "من ابتدع بدعة في الإسلام يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة" ذكره الشاطبي.
وقال صلى الله عليه وسلم: "ومن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" رواه مسلم. أي رد على الرسول الله صلى الله عليه وسلم بأن دينه ناقص، وأن المبتدع هو أتمه ببدعته، أو أنه مردود على صاحبه. وقال صلى الله عليه وسلم: "ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة،

الصفحة 11