كتاب الأنوار الرحمانية لهداية الفرقة التيجانية

من سلطان - أي من حجة تبرأ المتبوع منه يوم القيامة - وأنى لهم الكرة؟ هيهات هيهات.
أخبر الله سبحانه وتعالى عن قوم يوم القيامة: {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً} 1 قال الشوكاني في تفسيره: المراد بالسادة والكبراء، هم الرؤساء والقادة الذين كانوا يمتثلون أمرهم في الدنيا ويقتدون بهم. أهـ وفيه وعيد صريح لكل من يتبع أحداً في البدع والضلالات، لأن قولهم هذا لا ينفعهم يوم القيامة.
إخواني: انعموا النظر، واستعملوا عقولكم في معنى هذه الآية ولا أظن أنه يفهم معناها عالم غيور في دينه راغب في سنة نبيه ثم يتمسك ببدعة، مستدلاً بقوله: "لو كانت باطلة ما فعلها فلان وفلان" وهذا عين قوله تعالى {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا} ولا نفع لهم في ذلك، والعالم الحقيق لا يأخذ بقول أحد إلا بعد عرض ما يأخذه على الكتاب والسنة.
قال ابن كثير، عند تفسير هذه الآية: "قال طاووس: سادتنا يعني أمراءنا، وكبراءنا يعني علماءنا. رواه ابن أبي حاتم. أي اتبعنا السادة. وهم الأمراء والكبراء من المشيخة. وخالفنا الرسول واعتقدنا أن عندهم شيئاً وأنهم على شيء {رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ} أي بكفرهم وإغوائهم إيانا {وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً} "
__________
1 الأحزاب: الآية 67-68.

الصفحة 20