كتاب الأنوار الرحمانية لهداية الفرقة التيجانية

أو يوحي إليه فقد أعظم الفرية على الله {إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} 1.
أفلا تعظمون كتاب ربكم؟
أيها الناس اتركوا هذه الطريقة الكفرية التي هي أفضل من القرآن في زعم قائلها. فنعوذ بالله من كل شيطان مارد، آمر بمثل هذا وهل أنتم تعبدون الله بشيء أفضل من القرآن، إذن والله فقد فضلتم على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لأنهم ما عبدوا الله بشيء أفضل من القرآن، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجعل لنفسه ورداً كل ليلة من القرآن، وهكذا أصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين وقال صلى الله عليه وسلم: "أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله " الخ الحديث. وقد ثبت أنه قال: "فضل كلام الله على كلام الخلق كفضل الله على خلقه" رواه الترمذي.
أليس هذا صداً للجهال العوام عن القرآن؟ وهل يتمسك بهذه الطريقة بعدما سمع أنها أفضل من القرآن إلا جاهل بكتاب الله وسنة رسوله؟.
وهل يستقر في عقل صحيح كون مرة واحدة من صلاة الفاتح أفضل من ذكر واحد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فضلا عن جميع الأذكار التي وقعت في الكون؟ أفلا تعقلون؟؟.
تالله لقد جمعت هذه الطريقة كل جهول غبي بعيد عن الدين.
أيها الناس: أما كان آدم ونوح وموسى وعيسى ومحمد
__________
1 النحل: آية 116-117.

الصفحة 24