كتاب التوشيح شرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 4)

(لما نزلت حتى يتبين) أي: لما تليت عليّ بعد نزولها، وإلا فإسلام عدي في السنة التاسعة أو العاشرة بعد نزولها بمدة، وقد بينه أحمد في روايته، فقال: "علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة والصيام فقال: صلي كذا، وصم كذا، فإذا غابت الشمس فكل حتى يتبين لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود فأخذت خيطين ... " الحديث، فعرف أن الذي هنا من تصرف الرواة.
(عقال): بكسر المهملة: خيط من شعر.

1917 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، ح حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: " أُنْزِلَتْ: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ، مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ} [البقرة: 187] وَلَمْ يَنْزِلْ {مِنَ الفَجْرِ} [البقرة: 187]، فَكَانَ رِجَالٌ إِذَا أَرَادُوا الصَّوْمَ رَبَطَ أَحَدُهُمْ فِي رِجْلِهِ الخَيْطَ الأَبْيَضَ وَالخَيْطَ الأَسْوَدَ، وَلَمْ يَزَلْ يَأْكُلُ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُ رُؤْيَتُهُمَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ بَعْدُ: {مِنَ الفَجْرِ} [البقرة: 187] فَعَلِمُوا أَنَّهُ إِنَّمَا يَعْنِي اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ".
(وكان رجال)، ليس فيهم عدي، لأن قصته متأخرة عنهم كما تقدم.
(حتى يتبين)، للكشميهني: "يستبين".
(رؤيتهما)، للنسفي: "رئيهما" بكسر الراء وسكون الهمزة وضم التحتية، ولمسلم: "زيهما" بكسر الزاي وتشديد التحتية.
(فأنزل الله بعد من الفجر)، قال بعضهم: كأن عدي لم يسمع هذه اللفظة من الآية لأنها نزلت قبل إسلامه بمدة كما تقدم، ولابن أبي حازم في "تفسيره": أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له لما أخبره بما صنع: "يا ابن حاتم، ألم أقل لك من الفجر؟ ".

الصفحة 1427