كتاب التوشيح شرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 5)

اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ، ثُمَّ قَالَ: «أَلَمْ يَأْنِ لِلرَّحِيلِ» قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَارْتَحَلْنَا بَعْدَمَا مَالَتِ الشَّمْسُ، وَاتَّبَعَنَا سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ، فَقُلْتُ: أُتِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: «لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا» فَدَعَا عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَارْتَطَمَتْ بِهِ فَرَسُهُ إِلَى بَطْنِهَا - أُرَى - فِي جَلَدٍ مِنَ الأَرْضِ، - شَكَّ زُهَيْرٌ - فَقَالَ: إِنِّي أُرَاكُمَا قَدْ دَعَوْتُمَا عَلَيَّ، فَادْعُوَا لِي، فَاللَّهُ لَكُمَا أَنْ أَرُدَّ عَنْكُمَا الطَّلَبَ، فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَجَا، فَجَعَلَ لاَ يَلْقَى أَحَدًا إِلَّا قَالَ: قَدْ كَفَيْتُكُمْ مَا هُنَا، فَلاَ يَلْقَى أَحَدًا إِلَّا رَدَّهُ، قَالَ: وَوَفَى لَنَا.
(قائم الظهيرة): نصف النهار، وسمي قائمًا لأن الظل لا يظهر حينئذ فكأنه واقف.
(فرفعت) أي: ظهرت.
(لم يأت عليها) أي: على الصخرة، وللكشميهني: "عليه" أي: على الظل.
(أنفض لك ما حولك) أي: احرس.
(من أهل المدينة أو مكة): شك من أحمد بن يزيد، فإن مسلمًا أخرجه من طريق غيره جازمًا بلفظ المدينة، مع أن المراد بها مكة، فإن المدينة لم تسم إذ ذاك إلا يثرب، ولم تجر عادة الرعاء بأن يبعدوا في الرعي هذه المسافة.
(لبن): بفتحتين، قيل: وفي رواية بضم اللام وتشديد الموحدة: جمع "لابن" أي: ذوات لبن.
(أفتحلب) أي: أمعك إذن في الحلب من مر بك.
(كثبة): بضم الكاف وسكون المثلثة وفتح الموحدة، أي: قدر قدح، وقيل: حلبة خفيفة.

الصفحة 2302