سَمِعْتُهُ يَقُولُ، وَأَهْوَى بِيَدِهِ قِبَلَ العِرَاقِ: «يَخْرُجُ مِنْهُ قَوْمٌ يَقْرَءُونَ القُرْآنَ، لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ».
(يقرأون القرآن لا يتجاوز تراقيهم): جمع "ترقوة"، بفتح أوله والواو وضم القاف: العظم بين ثغرة النحر والفائق.
والمعنى: أن قراءتهم لا يرفعها الله ولا يقبلها، وقيل: لا يعملون بالقرآن فلا يثابون على قراءته، فلا يحصل لهم إلا سرده.
وقال النووي: المراد أنه ليس لهم حظ فيه إلا مروره على لسانهم، ولا يصل إلى حلقومهم فضلًا عن أن يصل إلى قلوبهم، لأن تعقله وتدبره بوقوعه في القلب هو [المطلوب مثل] قوله: "لا يتجاوز [إيمانهم] حناجرهم" أي: ينطقون بالشهادة ولا يعونها بقلوبهم.