كتاب التوشيح شرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 1)
(كنا لا نعد الكدرة والصفرة شيئًا) أي: في غير أيام الحيض كما أفصح به في رواية أبي داود، حيث زاد: "بعد الطهر"، وبذلك يحصل الجمع بين هذا وبين حديث عائشة: "حتى ترين القصة البيضاء".
27 - بَابُ عِرْقِ الِاسْتِحَاضَةِ
327 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، وَعَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ اسْتُحِيضَتْ سَبْعَ سِنِينَ، فَسَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَغْتَسِلَ، فَقَالَ: «هَذَا عِرْقٌ» فَكَانَتْ تَغْتَسِلُ لِكُلِّ صَلاَةٍ.
(عرق الاستحاضة): بكسر العين وإسكان الراء.
(عن عروة، وعن عمرة): يعني كلاهما عن عائشة، ولأبي الوقت وابن عساكر بحذف الواو، فصار من رواية عروة عن عمرة، والمحفوظ إثباتها، وأن الزهريّ رواه عنهما معًا عن عائشة.
(أم حبيبة): هي بنت جحش أخت زينب أم المؤمنين، وهي مشهورة بكنيتها، وقد قيل: اسمها "حبيبة"، وكنيتها: "أم حبيب" بغير هاء، وقيل: اسمها "زينب" كأختها، وقد وقع ذلك في "الموطأ"، وبسطت الكلام عليه في شرحه.
(فكان يغتسل لكل صلاة)، قال الطحاوي: هو منسوخ بحديث فاطمة بنت أبي حبيش، لأن في النسائي بالوضوء لكل صلاة لا الغسل.
وقال ابن حجر (2): الجمع بحمل حديث أم حبيبة على الندب أولى.
قلت: أو يحمل على أنها كانت متحيرة.
الصفحة 423
4512