كتاب التوشيح شرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 1)

أربعًا من هذه الخمس، وزاد ثنتين: "وأعطيت جوامع الكلم، وختم بي النبيون"، ولسلم من حديث جابر: فضلنا على الناس بثلاث: "جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة" الحديث، وفيه: "وذكر خصلة أخرى"، وقد بينهما ابن خزيمة والنسائي وهي: "وأعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش"، يشير إلى ما حطه عن أمته من الإصر، وتحميل ما لا طاقة لهم به، ورفع الخطأ والنسيان.
ولأحمد من حديث عليّ: "أعطيت أربعا لم يعطهن أحد من أنبياء الله: أعطيت مفاتيح الأرض وسميت أحمد، وجعلت أمتي خير الأمم".
وذكر خصلة التراب فصارت الخصال اثنتي عشرة، وقد يوجد أكثر من ذلك لن أمعن التتبع.
وقد ذكر أبو سعد النيسابوري في كتاب: "شرف المصطفى" أن الذي اختص به على الأنبياء ستون خصلة، ثم (لما) صنفت كتاب "المعجزات والخصائص"، فتتبعتها فزادت على المائتين.
(نصرت بالرعب)، زاد أحمد من حديث أبي أمامة: "يقذف في قلوب أعدائي".
(مسيرة شهر): بالنصب، لفظ رواية ابن عمرو، عنده: "نصرت على العدو بالرعب ولو كان بيني وبينهم مسيرة شهر".
وفي الطبراني عن ابن عباس: "نصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عدوه مسيرة شهرين"، وأخرج عن السائب بن يزيد مرفوعًا: "فضلت على الأنبياء بخمس"، وفيه: "ونصرت بالرعب شهرًا أمامي، وشهرًا خلفي"، وهو مبين لمعنى حديث ابن عباس.
(وجعلت في الأرض)، زاد أحمد عن أبي أمامة: "ولأمتي مسجدًا" أي: موضع سجود أي صلاة. وفي حديث ابن عمرو زيادة: "وكان من قبلي إنما يصلون في كنائسهم".

الصفحة 432