كتاب التوشيح شرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 1)

(وطهورًا)، لسلم من حديث حذيفة: "وجعلت تربتها لنا طهورًا إذا لم نجد الماء"، ولأحمد عن عليّ: "وجعل لي التراب طهورًا قائمًا"، أي: مبتدأ، و"ما" زائدة للتأكيد.
و (رجل): بالجر مضاف إليه.
(أدركته الصلاة فليصل)، للبيهقي عن أبي أمامة: "أتى الصلاة فلم يجد ماء وجد الأرض طهورًا ومسجدًا"، ولأحمد عنه: "فعنده طهوره ومسجده".
(وأحلت لي الغنائم)، للكشميهني: "المغانم".
(لم تحل لأحد قبلي) قال الخطابي: كان من قبله على ضربين: منهم من لم يؤذن له في الجهاد فلم تكن له مغازم، ومنهم من أذن له فيه، لكن كانوا إذا غنموا شيئًا لم يحل لهم أكله، وجاءت نار فأحرقته.
(وأعطيت الشفاعة) أي: العظمى في إراحة الناس من قوله الموقف، فاللام للعهد- قاله ابن دقيق العيد.
وقال ابن حجر: الظاهر أن المراد هنا: الشفاعة في إخراج من دخل النار ممن ليس له عمل إلا التوحيد لقوله في حديث ابن عباس: "وأعطيت الشفاعة فأخرتها لأمتي فهي لمن لا يشرك بالله شيئا"، وفي حديث ابن عمرو: "فهي لكم ولمن يشهد أنْ لا إله إلا الله".
(وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة)، استشكل بنوح، فإنه دعا على جميع من في الأرض فأهلكوا بالغرق، إلا أهل السفينة ولو لم يكن مبعوثا إليهم لم أهلكوا لقوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولًا}، وقد ثبت أنه أول الرسل، وأجيب بجواز أن يكون غيره أرسل إليهم في أثناء مدته، وعلم نوح أنهم لم يؤمنوا فدعا على من لا يؤمن من قومه وغيرهم، ورد بأنه لم ينقل أنه نبيء في زمن نوح غيره.
وقال ابن عطية: الظاهر أن دعاءه قومه إلى التوحيد بلغ بقية الناس

الصفحة 433