كتاب التوشيح شرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 3)

وَكَبَّرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ خَلْفَ النَّافِلَةِ.

969 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُسْلِمٍ البَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ؟» قَالُوا: وَلاَ الجِهَادُ؟ قَالَ: «وَلاَ الجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ».
(أيام التشريق): سميت بذلك لأنهم كانوا يشرقون فيها لحوم الأضاحي، أي: يقددونها ويبرزونها للشمس، وقيل: لأن الهدايا والضحايا لا تنحر حتى تشرق الشمس من قولهم: "أشرق ثبير كيما نغير" أي: ندفع لننحر.
فعلى هذا هو ليوم النحر خاصة، وباقي الأيام تبع له.
(واذكروا الله في أيام معلومات)، لم يقصد التلاوة.
(ما العمل في أيام)، كذا للأكثر، فالإشارة في هذه إلى "أيام العشر" ولكريمة: "في أيام العشر"، فالإشارة إلى أيام التشريق وهي شاذة، والمحفوظ الأولى، ولأحمد: "ما العمل في أيام أفضل منه في عشر ذي الحجة"، وكذا في عدة روايات.
(إلا رجل خرج) أي: إلا عمل رجل، وللمستملي: "إلا من خرج".
(يخاطر) أي: يقصد قهر عدوه، ولو أدى ذلك إلى قتل نفسه.

الصفحة 891