كتاب التوشيح شرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 3)

أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا، فَانْصَرَفَ حِينَ قُلْنَا ذَلِكَ وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُوَلٍّ يَضْرِبُ فَخِذَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: {وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} [الكهف: 54].
(طرق) أي: أتاه، وقيل: الطروق: الإتيان بالليل، فقوله: (ليلة) للتأكيد.
(وفاطمة): بالنصب عطفًا على الضمير.
(ألا تصليان)، قال ابن جرير: "لولا ما علم النبي - صلى الله عليه وسلم - من عظم فضل الصلاة في الليل ما كان يزعج ابنته وابن عمه في وقت جعله الله لخلقه سكنًا، لكنه اختار لهما إحراز تلك الفضيلة على الدعة والسكون.
(بعثنا): بالمثلثة: أيقظنا.
(حين قلت)، لكريمة: "قلنا".
(ولم يرجع): بفتح أوله، أي: لم يجبني.
(يضرب فخذه ...) إلى آخره، قال العلماء: "ضرب فخذه تعجبًا من سرعة جوابه وكراهة للاحتجاج بما قاله، وأراد منه أن ينسب التقصير إلى نفسه".

1128 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَدَعُ العَمَلَ، وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ خَشْيَةَ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ النَّاسُ، فَيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ، وَمَا سَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُبْحَةَ الضُّحَى قَطُّ وَإِنِّي لَأُسَبِّحُهَا».
(إن): بالكسر مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف.
(ليدع): بفتح اللام، وهي الفارقة، أي: يترك.

الصفحة 979