كتاب التوشيح شرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 3)

لِيُصَلِّيَ حَتَّى تَرِمُ قَدَمَاهُ - أَوْ سَاقَاهُ - فَيُقَالُ لَهُ فَيَقُولُ: «أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا».
(إن): بالكسر مخففة من الثقيلة.
(ترم): بفتح التاء، وكسر الراء، وتخفيف الميم، مضارع من "الورم".
(فيقال له) أي: تتكلف هذا، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، كما في رواية أخرى، وقائل ذلك: عائشة.
(أفلا): الفاء للسببية عن محذوف، أي: أأترك تهجدي فلا أكون، والمعنى: أن المغفرة سبب لكون التهجد شكرًا، فكيف أتركه.

7 - بَابُ مَنْ نَامَ عِنْدَ السَّحَرِ
1131 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ أَوْسٍ، أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: «أَحَبُّ الصَّلاَةِ إِلَى اللَّهِ صَلاَةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَيَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا».
(أحب الصلاة ...) إلى آخره، إنما صارت هذه الطريقة أحب لما فيها من الرفق بالنفس التي يخشى منها السآمة، حيث نام أول الليل فأخذ حظه من النوم، ثم قام في الوقت الذي ينادي الله فيه: "هل من سائل فأعطيه"، ثم نام آخر الليل فاستدرك به راحة البدن من نصب القيام، لأن النوم بعد القيام يريح البدن، ويذهب ضرر السهر وذبول الجسم بخلاف السهر إلى الصباح، وفيه أيضًا من المصلحة استقبال صلاة الصبح وأذكار النهار بنشاط

الصفحة 981