كتاب التوشيح شرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 3)

وإقبال، وهو أقرب إلى عدم الرياء لأنه يصبح ظاهر اللون سليم القوى، فهو أقرب إلى أن يخفي عليه الماضي على من يراه.

1132 - حَدَّثَنِي عَبْدَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَشْعَثَ، سَمِعْتُ أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مَسْرُوقًا، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَيُّ العَمَلِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: «الدَّائِمُ»، قُلْتُ: مَتَى كَانَ يَقُومُ؟ قَالَتْ: «كَانَ يَقُومُ إِذَا سَمِعَ الصَّارِخَ».
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنِ الأَشْعَثِ، قَالَ: «إِذَا سَمِعَ الصَّارِخَ قَامَ فَصَلَّى».
(الدائم): المراد به: المواظبة العرفية، وهو القيام كل ليلة في ذلك الوقت لا الدوام المطلق.
(الصارخ): الديك، قال ابن ناصر: "وجرت العادة بأن الديك يصيح عند نصف الليل غالبًا".
(حدثنا محمد)، زاد أبو ذر: "ابن سلام".

1133 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ذَكَرَ أَبِي، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «مَا أَلْفَاهُ السَّحَرُ عِنْدِي إِلَّا نَائِمًا» تَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(ألفاه): بالفاء، أي: وجده.
(والسحر): فاعله.
(إلا نائمًا) المراد: نومه بعد القيام الذي صلاه عند سماع الصارخ.
وقال ابن التين: "المراد به الاضطجاع على جنبه لقولها في الحديث الآخر: فإن كنت يقظانة حدثني وإلا اضطجع".

الصفحة 982