كتاب مباحث في علوم القرآن لمناع القطان

أو لقصد تحقيره بالقرب كقوله: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ} 1، أو لقصد تعظيمه بالبعد كقوله: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ} 2، أو التنبيه على أن المشار إليه المعقب بأوصاف جدير بما يرد بعده من أجلها كقوله: {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ, الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ, وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ, أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} 3، وبالموصول لكراهة ذكره باسمه سترًا عليه، أو غير ذلك كقوله: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا} 4، وقوله: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ} 5، أو لإرادة العموم كقوله: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} 6، أو الاختصار كقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا} 7، إذ لو عدد أسماء القائلين لطال الكلام - وبالألف واللام للإشارة إلى معهود ذكرى، كقوله: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ} 8، أو معهود ذهني كقوله: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} 9، أو معهود حضوري كقوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} 10، أو لاستغراق الإفراد كقوله: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} 11, بدليل الاستثناء - أو لاستغراق خصائص الإفراد كقوله: {ذَلِكَ الْكِتَابُ} 12، أي الكتاب الكامل في الهداية الجامع لجميع صفات الكتب المنزلة بخصائصها، أو لتعريف الماهية والحقيقة والجنس، كقوله: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} 13.
__________
1 العنكبوت: 64.
2 البقرة: 2.
3 البقرة: 2- 5.
4 الأحقاف: 17.
5 يوسف: 23.
6 العنكبوت: 69.
7 الأحزاب: 69.
8 النور: 35.
9 الفتح: 18.
10 المائدة: 3.
11 العصر: 3.
12 البقرة: 2.
13 الأنبياء: 30.

الصفحة 203