كتاب الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
الْحَمد لله الَّذِي علا بصفاته المباينة لصفات الْمَخْلُوقَات وَأرْسل سيدنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْآيَاتِ الْبَينَات وأيده بالمعجزات الباهرات صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وَصَحبه أولى الْخَلَائق الطاهرات وَالْخَلَائِق الظاهرات
أما بعد فَهَذِهِ أَرْبَعُونَ حَدِيثا من مروياتي العاليات اقتصرت فِيهَا على أَعلَى أَنْوَاع التَّحَمُّل وَهُوَ السماع دون الإجازات والمناولات والوجادات وَلم أعد رَاوِيا من رواتها فبرزت متونها بَيِّنَات وأسانيدها ظاهرات متباينات وابتدأت بِالْحَدِيثِ المسلسل بالأولوية على الْعَادة ثمَّ بِأَحَادِيث الْعشْرَة السَّادة ثمَّ سردت البَاقِينَ على حُرُوف المعجم الثَّمَانِية وَالْعِشْرين وختمت بحديثين عَن ابْن عَبَّاس وَابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا ليكتمل فِيهَا التَّخْرِيج عَن العبادلة الْمَشْهُورين وتكلمت على الْأَحَادِيث فأوضحت عللها ونقيت خللها وشرطت التباين والاتصال فِي أُصُولهَا دون الطّرق التالية لَهَا وعَلى الله الِاعْتِمَاد وَمن فيض كرمه الاستمداد وأسأله السَّلامَة من شَرّ الْمُفَاخَرَة والتوفيق لما يقرب إِلَى مرضاته فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة
الحَدِيث الأول
حَدَّثَنَا شَيْخُ الإِسْلامِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بِنُ أَبِي الْفَتْحِ الْكِنَانِيُّ من لَفظه وَحفظه وقرأته عَلَيْهِ غَيْرَ مَرَّةٍ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمْعِتُهُ مِنْهُ لَفْظًا وقِرَاءَةً قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَطِيبُ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمْعِتُهُ مِنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْجَوْزِيِّ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمْعِتُهُ مِنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ النَّيْسَابُورِيُّ
وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا وَالِدِي أَبُو صَالِحٍ الْمُؤَذِّنُ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ محسن الزِّيَادِيُّ وَهُوَ أَوَّلُ
الصفحة 15
135