كتاب التوحيد للمقدسي

رجال من أسلم، ومنهم رجل من جهينة، فسألهم أبو ذر: ما جاء بكم؟ قالوا: جئنا لنسلم عليك، ولنسمع منك.
قال: أفلا أبشركم؟ قالوا: بلى، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا غَفَرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ مِلْءُ الأَرْضِ ذُنُوبًا» .
قال الجهني: يا أبا ذر كيف ما نعود له من الذنوب؟ فإنا نذنب ثم نعود، ثم نذنب ثم نعود ذلك منا كثير، قال له: سل ذلك التقي.
فقال له الجهني: أنت سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسبح أبو ذر، وقال: ينبغي لمسلم أن يقول على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما لم يقل؟ عليكم السلام , ثم نهض قائما.
هذا إسناد حسن
89 - أخبرنا أبو طاهر السلفي، أنبا أبو سعد محمد بن محمد بن محمد المطرز، أنبا أبو العباس أحمد بن الحسن بن فورك المؤدب، ثنا سليمان بن أحمد بن أيوب، ثنا خير بن عرفة المصري، ثنا حيوة بن شريح الحمصي، ثنا بقية بن الوليد، حدثني صفوان بن عمرو، حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير، وشريح بن عبيد , الحضرميان، عن أبي الدرداء , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «إِنِّي وَالْجِنَّ وَالإِنْسَ فِي نَبَأٍ عَظِيمٍ , أَخْلُقُ وَيُعْبَدُ غَيْرِي، وَأَرْزُقُ فَيُشْكَرُ غَيْرِي»

الصفحة 108