كتاب التوحيد للمقدسي

وأبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن منادي، وأبو الفتح عبيد الله بْن عَبْد اللَّه بن محمد بْن شاتيل , البغداديون بها، أنبا أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد البسري البندار، أنبا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري، قال: قرئ علي أبي علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار، نا عباس بن عبد الله الترقفي، ثنا أبو عبد الرحمن، ثنا سعيد بن أبي أيوب، حدثني معروف بن سويد الجذامي، عن أبي عشانة المعافري، عن عبد الله بن عمرو , أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: هَلْ تَدْرُونَ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ تُسَدُّ بِهِمُ الثُّغُورُ، وَتُتَّقَى بِهُمُ الْمَكَارِهُ , وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لا يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ شَاءَ مِنْ مَلائِكَتِهِ: «ائْتُوهُمْ فَحَيُّوهُمْ» .
فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا نَحْنُ سُكَّانُ سَمَائِكَ وَخِيرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، أَفَتَأْمُرُنَا أَنْ نَأْتِيَ هَؤُلاءِ وَنُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «إِنَّ هَؤُلاءِ كَانُوا عِبَادًا لِي يَعْبُدُونِي وَلا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا، وَتُسَدُّ بِهِمُ الثُّغُورُ، وَتُتَّقَى بِهِمُ الْمَكَارِهُ، وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لا يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً» .
فَتَأْتِيهِمُ الْمَلائِكَةُ عِنْدَ ذَلِكَ فـ {يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّار} [الرعد: 24 - 24]

الصفحة 110