كتاب نعمة الذريعة في نصرة الشريعة

والبدع وَغَلَبَة الشَّهَوَات والمعاصي على مَا لَا يخفى وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هُوَ الْمُسْتَعَان وَعَلِيهِ التكلان وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم
قَالَ فِي الْكَلِمَة الشيثية وَلَيْسَ هَذَا الْعلم إِلَّا لخاتم الرُّسُل وَخَاتم الْأَوْلِيَاء وَمَا يرَاهُ أحد من الْأَنْبِيَاء وَالرسل إِلَّا من مشكاة الرَّسُول الْخَاتم وَلَا يرَاهُ أحد من الْأَوْلِيَاء إِلَّا من مشكاة الْوَلِيّ الْخَاتم حَتَّى أَن الرُّسُل لَا يرونه مَتى رَأَوْهُ إِلَّا من مشكاة خَاتم الْأَوْلِيَاء فَإِن الرسَالَة والنبوة أَعنِي نبوة التشريع ورسالته ينقطعان وَالْولَايَة لَا تَنْقَطِع أبدا
فالمرسلون من كَونهم أَوْلِيَاء لَا يرَوْنَ مَا ذَكرْنَاهُ إِلَّا من مشكاة خَاتم الْأَوْلِيَاء
فَكيف من دونهم من الْأَوْلِيَاء
أَقُول انْظُر إِلَى هَذَا التصلف والتمدح فَإِنَّهُ يزْعم أَنه هُوَ خَاتم الْأَوْلِيَاء كَمَا قَالَ فِي أول الْبَاب الثَّالِث وَالْأَرْبَعِينَ من الفتوحات أَنا ختم الْولَايَة دون شكّ لَو رئي الْهَاشِمِي مَعَ الْمَسِيح وَذكر فِي مَوضِع آخر من الفتوحات على مَا نَقله شَارِحه القيصري أَنه رأى حَائِطا من ذهب وَفِضة وكمل إِلَّا مَوضِع لبنتين

الصفحة 34