كتاب نعمة الذريعة في نصرة الشريعة

فَقَالَ من عرف نَفسه فقد عرف ربه
أَقُول هَذَا كذب وإلحاد فِي معنى الحَدِيث فِي تَقْدِير صِحَّته
وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ أَن من عرف نَفسه بالحدوث عرف ربه بالقدم
وَمن عرفهَا بالفناء عرفه بِالْبَقَاءِ
وَمن عرفهَا بِالْعَجزِ عرفه بِالْقُدْرَةِ
إِلَى آخر مَا تتصف النَّفس مِمَّا هُوَ محَال فِي جَانب الْحق
وَقيل إِنَّه تَعْلِيق محَال بمحال فَإِن معرفَة هوية النَّفس وحقيقتها محَال
وَكَذَلِكَ معرفَة هويته تَعَالَى
على أَن أَئِمَّة الحَدِيث لم يثبتوه حَدِيثا
وَإِنَّمَا يحْكى عَن ابْن معَاذ الرَّازِيّ
ثمَّ قَالَ {سنريهم آيَاتنَا فِي الْآفَاق} وَهُوَ مَا خرج عَنْك وَفِي أنفسهم وَهُوَ عَيْنك
{حَتَّى يتَبَيَّن لَهُم} أَي للناظرين {أَنه الْحق} من حَيْثُ أَنَّك صورته وَهُوَ روحك
فَأَنت لَهُ كالصورة الجسمية لَك
وَهُوَ لَك كالروح الْمُدبر لصورة جسمك أَقُول هَذَا إلحاد من جملَة الإلحادات فِي آيَات الله تَعَالَى
وَسَيَأْتِي كثير مثل هَذَا الْإِلْحَاد
وَقد قَالَ تَعَالَى {إِن الَّذين يلحدون فِي آيَاتنَا لَا يخفون علينا أَفَمَن يلقى فِي النَّار خير أم من يَأْتِي آمنا يَوْم الْقِيَامَة} وَمَعَ هَذَا يسند مثل

الصفحة 43