كتاب نعمة الذريعة في نصرة الشريعة

لَيْسَ بَيْننَا امتياز فَلَا ربوبية وَلَا عبودية وَمن الْوَجْه الثَّانِي يكون التميز وَتظهر الْعُبُودِيَّة والربوبية وَلَيْسَ لَهُ أَنا بِأَنا أَي لَيْسَ للحق أنانية بِسَبَب أنانيتي بل أنانيته بِذَاتِهِ وَهِي غنية عَمَّا سواهَا وأنانيتي مفتقرة إِلَيْهَا انْتهى
أَقُول فِيهِ من مناقضة قَوْله فَأَنِّي بالغنى إِلَخ فَاعْلَم أَنه قد قدر الْعَزِيز الْقَدِير بِحِكْمَتِهِ الباهرة أَن من ادّعى تعمقا فِي شَيْء زل فِي ادِّعَاء تعمقه فَوَقع فِي ضد مَا ادَّعَاهُ فهاتان طَائِفَتَانِ ادّعى كل مِنْهُمَا الْمُبَالغَة فِي التَّوْحِيد فَوَقَعت فِي الشّرك إِحْدَاهمَا الْمُعْتَزلَة سموا أنفسهم أهل الْعدْل والتوحيد وَقد أشركوا مَعَ الله تَعَالَى فِي خلق الْأَفْعَال مَا لَا يتناهى كَثْرَة وَالْأُخْرَى هِيَ هَذِه الطَّائِفَة سموا أنفسهم أهل الْوحدَة الْمُطلقَة وَقد نزعوا إِلَى مثل هَذَا الشّرك فنسأل الله تَعَالَى هِدَايَة الصِّرَاط الْمُسْتَقيم والثبات عَلَيْهِ
قَالَ فِي الْكَلِمَة الإسحاقية
(فدَاء نَبِي ذبح ذبح لقربان ... وَأَيْنَ ثواج الْكَبْش من نوس إِنْسَان)
(وعظمه الله الْعَظِيم عناية ... بِنَا أَو بِهِ لَا أدر من أَي ميزَان)
(وَلَا شكّ أَن الْبدن أعظم قيمَة ... وَقد نزلت عَن ذبح كَبْش لقربان)

الصفحة 58