كتاب نعمة الذريعة في نصرة الشريعة

انْتهى وَهَذَا أَشد سفها وحمقا من شَيْخه كَمَا لَا يخفى ثمَّ أَقُول قَوْله وعظمه الله تَعَالَى إِلَخ
لَا شكّ أَن المُرَاد بِمثل قَول تَعَالَى {بِذبح عَظِيم} فِي كَلَام الْعُقَلَاء هُوَ الْعَظِيم بِالنِّسْبَةِ إِلَى نَوعه لَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى كل مَا عداهُ وَلَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى الفدى وَلَو كَانَ أعظم بِالنِّسْبَةِ إِلَى المفدي وَإِلَّا لم يكن فدَاء وَإِنَّمَا يدْفع الفادي فِي الْفِدَاء مَا هُوَ دون المفدي عِنْده
فَبَطل مَا أسس عَلَيْهِ قَاعِدَة كَون الجماد أفضل من النَّبَات ثمَّ الْحَيَوَان ثمَّ الْإِنْسَان على أَنه نَاقض فِيهَا نَفسه فِي التمدح ومدح الْإِنْسَان فِي أَكثر كَلَامه وَذَلِكَ كُله من وساوسه الَّتِي قصد بهَا تَحْسِين مَا يقبح وتقبيح مَا هُوَ حسن
قصد قَاعِدَة قَول من قَالَ خَالف تعرف فَلم تزل بِهِ تِلْكَ الْقَاعِدَة حَتَّى فضل عذرته على نَفسه الَّتِي يمدحها ويترفع حَتَّى على الْأَنْبِيَاء على أَنه لم يحصل من كَلَامه الْجَواب عَن قَوْله وَلَا شكّ أَن الْبدن أعظم قيمَة ثمَّ انْظُر إِلَى جعل تقيد الْإِنْسَان بِالْعقلِ والفكر وتقلد الْإِيمَان سَببا لتأخره عَن الْجَمِيع مَعَ أَنَّهَا هِيَ منَاط الْعُلُوّ وَهل هَذَا إِلَّا من فرط الْحمق والعناد والمكابرة وَإِلَى كذبه على سهل بن عبد الله التسترِي فِي أَنه قَائِل بقوله وَهُوَ بَرِيء مِنْهُ وَكذبه على الله تَعَالَى فِي أَن المُرَاد بقوله تَعَالَى {صم بكم عمي}
هم المخالفون لهَذِهِ الخرافات الْبَاطِلَة الصادرة عَن الوساوس الشيطانية فَيدْخل فِيهِ أهل الْحق من الْأَنْبِيَاء وَالصَّحَابَة فَمن دونهم وَسَائِر الْعُقَلَاء وَالْعجب كل الْعجب من عَاقل

الصفحة 60