كتاب نعمة الذريعة في نصرة الشريعة

أَقُول قَوْله بعثوره يُنَافِي كَون الرِّضَا لأجل كَونه فعله وصنعته أَي لأجل أَنه يبقي عَلَيْهِ ربوبيته
وَقَوله عِنْد رب عبد آخر يُشِير إِلَى تعدد الأرباب بِالنّظرِ إِلَى تعدد مفاهيم الْأَسْمَاء فيسند الربوبية إِلَى مَفْهُوم الصّفة لَا إِلَى ذَات الْمَوْصُوف فَيلْزم أَن لَا يكون الذَّلِيل عبد الْعَزِيز وَبِالْعَكْسِ لِأَن الذَّلِيل مَا أَخذ من الْعَزِيز شَيْئا وَبِالْعَكْسِ وَكَذَا الْكَلَام فِي المرحوم والمنتقم مِنْهُ وَغير ذَلِك فَانْظُر إِلَى هَذَا الخرف الَّذِي يسْندهُ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَقَوله وَلَا يَأْخُذهُ أحد من حَيْثُ أحديته
نقُول لَهُ فَمَا تَقول فِي قَوْله تَعَالَى {رَبنَا الَّذِي أعْطى كل شَيْء خلقه}
هَل الَّذِي أعْطى كل شَيْء خلقه إِلَّا الله الْأَحَد الصَّمد وكونهم منعُوا التجلي فِي الأحدية لَا يسْتَلْزم امْتنَاع إِسْنَاد الربوبية إِلَيْهَا وَلَئِن سلم على مَا هُوَ اصْطِلَاحه من الْفرق بَين الأحدية والواحدية فلأي شَيْء لَا تُؤْخَذ الربوبية من الواحدية مَعَ أَن الْأَدِلَّة ناطقة بذلك صرائح ودلالات فَمن أَيْن يكون كل أحد مرضيا عِنْد الرب الْوَاحِد وَهل هَذَا إِلَّا انسلاخ من الدّين وَإِبْطَال لشرائع الْمُرْسلين
ثمَّ نقُول كَون الذَّلِيل مرضيا عِنْد ربه المذل على زعمك الْفَاسِد والمنتقم مِنْهُ مرضيا عِنْد ربه المنتقم من أَيْن يكون سَببا لسعادته عِنْده وَالْفَرْض أَنه ذليل ومنتقم مِنْهُ وربه مذل أَو منتقم

الصفحة 67