كتاب السنة لابن أبي عاصم - ط الصميعي (اسم الجزء: 1)
30 - بَابُ ذِكْرِ احْتِجَاجِ مُوسَى وَآدَمَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ.
143 - حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ: إِنَّ مُوسَى النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: يَا رَبِّ، أَرِنَا أَبَانَا الَّذِي أَخْرَجَنَا وَنَفْسَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، فَأَرَاهُ اللهُ تَعَالَى آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَقَالَ: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَخْرَجْتَنَا وَنَفْسَكَ مِنَ الْجَنَّةِ؟ فَقَالَ لَهُ آدَمُ: نَعَمْ، قَالَ: أَنْتَ الَّذِي نَفَخَ اللهُ تَعَالَى فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَعَلَّمَكَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا، وَأَمَرَ مَلاَئِكَتَهُ فَسَجَدُوا لَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ أَخْرَجْتَنَا وَنَفْسَكَ مِنَ الْجَنَّةِ؟ قَالَ لَهُ آدَمُ: وَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا مُوسَى، قَالَ: أَنْتَ نَبِيُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَنْتَ الَّذِي كَلَّمَكَ رَبُّكَ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ, لَمْ يَجْعَلْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ رَسُولاً مِنْ خَلْقِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا وَجَدْتَ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى، أَنَّ ذَلِكَ كَائِنٌ مِنْ قَبْلِ أَنْ أُخْلَقَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَفِيمَ تَلُومُنِي فِي شَيْءٍ سُبِقَ مِنَ اللهِ تَعَالَى فِي الْقَضَاءِ قَبْلِي؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ: فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ.
الصفحة 123