كتاب السنة لابن أبي عاصم - ط الصميعي (اسم الجزء: 1)

793 - حَدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثنا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ يَقُولُ: أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، مَنْ وَرَدَ عَلَيَّ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا، انْظُرُوا أَنْ لاَ يَرِدَ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي, ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ.
قَالَ أَبُو حَازِمٍ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ النُّعْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَيَّاشِ، فَقَالَ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَزِيدُ فِيهِ: فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا، فَأَقُولُ: سُحْقًا.
794 - حَدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثنا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، وسُفْيَانُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ قَالَ: وَمَحْلُوفِ أَبِي الْقَاسِمِ، لَيُقْرَعَنَّ أَنْفُ رِجَالٍ عَنْ حَوْضِي كَمَا يَقْرَعُ رَبُّ الإِبِلِ عَنْ حَوْضِهِ، فَيَلِطُهُ أَوْ لاَطَهُ، وَفَرَطَ فِيهِ.
795 - حَدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثنا سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ الْهِلاَلِيُّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مَسَارٍ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ, مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ، قَالَ: حَجَّ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ, وَحَجَّ مَعَهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجٍ (1)، فَمَرَّ فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ جَالِسٌ، فَدَعَاهُ, فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: أَنْتَ السَّابُّ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَمَا وَاللهِ لَتَرِدَنَّ عَلَيْهِ الْحَوْضَ، وَمَا أَرَاكَ أَنْ تَرِدَهُ, فَتَجِدَهُ مُشَمَّرَ الإِزَارِ عَلَى سَاقٍ يَذُودُ عَنْهُ، لاَ يَأْتِي الْمُنَافِقُونَ ذَوْدَ غَرِيبَةِ الإِبِلِ، قَوْلُ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ، وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَالأَخْبَارُ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا فِي حَوْضِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ تُوجِبُ الْعِلْمَ، أَنْ يَعْلَمَ كُنْهَ حَقِيقَتِهِ، إِنَّهَا كَذَلِكَ وَعَلَى مَا وَصَفَ بِهِ نَبِيُّنَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ حَوْضَهُ، فَنَحْنُ بِهِ مُصَدِّقُونَ غَيْرُ مُرْتَابِينَ وَلاَ جَاحِدِينَ، وَنَرْغَبُ إِلَى الَّذِي وَفَّقَنَا لِلتَّصْدِيقِ بِهِ, وَخَذَلَ الْمُنْكِرِينَ لَهُ وَالْمُكَذِّبِينَ بِهِ عَنِ الإِقْرَارِ وَالتَّصْدِيقِ بِهِ، لِيَحْرِمَهُمْ لَذَّةَ شُرْبِهِ, أَنْ يُورِدَنَا فَيَسْقِينَا مِنْهُ شَرْبَةً نَعْدَمَ لَهَا ظَمَأَ الأَبَدِ بِطُولِهِ، وَنَسْأَلُهُ ذَلِكَ بِتَفَضُّلِهِ.
_حاشية__________
(1) في طبعتي المكتب الإسلامي, ودار الصميعي: "خديج" مصحفا.

الصفحة 520