كتاب السنة لابن أبي عاصم - ط الصميعي (اسم الجزء: 1)

قَالَ: فَأَخِرُّ سَاجِدًا، فَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ قَبْلِي، قَالَ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَلاَ يَحْمَدُهُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي، قَالَ: فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ, ارْفَعْ رَأْسَكَ، اشْفَعْ تُشَفَّعْ، قَالَ: فَأَقُولُ: يَا رَبِّ, فَيَقُولُ: أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ، قَالَ: فَأَخِرُّ سَاجِدًا، فَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهَا بِهَا أَحَدٌ قَبْلِي، وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَلاَ يَحْمَدْهُ أَحَدٌ بِهَا بَعْدِي، قَالَ: فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ, قُلْ تُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ, فَيَقُولُ: أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى شَيْءٍ، قَالَ: فَأُخْرِجُ أُنَاسًا مِنَ النَّارِ, يُقَالُ لَهُمُ: الْجَهَنَّمِيُّونَ، وَإِنَّهُمْ لَفِي الْجَنَّةِ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا حَمْزَةَ, فَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ؟ فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ، وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا كُلُّ مَا نُحَدِّثُكُمُوهُ سَمِعْنَاهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ، وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ يُكَذِّبُ بَعْضُنَا بَعْضًا.
838 - حَدَّثنا الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ, قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدًا يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
839 - حَدَّثنا الْفُضَيْلُ بْنُ حُسَيْنٍ, أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ: أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي، فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ، وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ، وَإِنِّي اخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَنْشُدُكَ اللهَ وَالصَّحَابَةَ، لَمَا جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ، قَالَ: فَإِنَّكُمْ مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِي، قَالَ: فَلَمَّا أَضَبُّوا عَلَيْهِ, قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُ مَنْ حَضَرَ أَنَّ شَفَاعَتِي لِمَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا مِنْ أُمَّتِي.

الصفحة 559