كتاب السنة لابن أبي عاصم - ط الصميعي (اسم الجزء: 2)

قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ: فَسَيَّرَنَا مَنْزِلاً مَنْزِلاً، حَتَّى قَالَ: أَخَذَنَا عَلَى قَنْطَرَةِ الدَّارَيْنِ، فَلَمَّا الْتَقَيْنَا قَامَ فِيهِمْ أَمِيرُهُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ الرَّاسِبِيُّ، فَقَالَ: أُذَكِّرُكُمُ اللهَ، إِلاَّ لَمَّا أَلْقَيْتُمْ سِلاَحَكُمْ، وَانْتَزَعْتُمُ السُّيُوفَ مِنْ جُفُونِهَا، ثُمَّ حَمَلْتُمْ حَمَلَةً وَاحِدَةً، قَالَ: فَشَجَرَهُمُ النَّاسُ بِرِمَاحِهِمْ، فَقُتِلُوا وَبَعْضُهُمْ قَرِيبٌ مِنْ بَعْضٍ، مَا أُصِيبَ مِنَ النَّاسِ إِلاَّ رَجُلٌ وَاحِدٌ، وَقَدْ كَانَتْ فِيهِمْ جِرَاحٌ، فَقَالَ عَلِيٌّ: الْتَمِسُوا هَذَا الرَّجُلَ، فَالْتَمَسُوهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَقَامَ عَلِيٌّ وَإِنَّا لَنَرَى عَلَى وَجْهِهِ كَآبَةً، حَتَّى أَتَى عَلَى كَتِيبَةٍ مِنَ النَّاسِ قَدْ رَكِبَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَأَمَرَ بِهِمْ، فَفُرِّجُوا يَمِينًا وَشِمَالاً، فَوَجَدُوهُ مِمَّا يَلِي الأَرْضَ مِنْهُمْ، فَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، فَقَامَ إِلَيْهِ عُبَيْدَةُ السَّلَمَانِيُّ فَقَالَ: آللَّهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لأَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ؟ فَقَالَ: إِي وَاللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لأَنَا سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ، يَقُولُ ثَلاَثًا، كُلُّ ذَلِكَ يَحْلِفُ.

الصفحة 633