كتاب السنة لابن أبي عاصم - ط الصميعي (اسم الجزء: 1)

45 - حَدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كُنَّا حَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِالْوَحْيِ، فَتَغَشَّى بِرِدَائِهِ، ثُمَّ مَكَثَ طَوِيلاً, حَتَّى سُرِّيَ عَنْهُ، ثُمَّ كُشِفَ عَنْهُ, فَإِذَا هُوَ يَعْرَقُ عَرَقًا شَدِيدًا، وَإِذَا هُوَ قَابِضٌ عَلَى شَيْءٍ فِي يَدِهِ, فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَعْرِفُ كُلَّ مَا يَخْرُجُ مِنَ النَّخْلِ؟ قَالَتِ الأَنْصَارُ: نَحْنُ يَا رَسُولَ اللهِ، نَعْرِفُ كُلَّ مَا يَخْرُجُ مِنَ النَّخْلِ، قَالَ: مَا هَذِهِ؟ فَفَتَحَ يَدَهُ، قَالُوا: هَذِهِ نَوَاةٌ، فَقَالَ: نَوَاةُ أَيِّ شَيْءٍ؟ قَالُوا: نَوَاةُ سَنَةٍ، قَالَ: صَدَقْتُمْ، جَاءَكُمْ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَتَعَهَّدُ دِينَكُمْ: لَتَسْلُكُنَّ سُبُلَ مَنْ قَبْلَكُمْ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، وَلَتَأْخُذُنَّ بِمِثْلِ أَخْذِهِمْ, إِنْ شِبْر فَشِبْرٌ، وَإِنْ ذِرَاع فَذِرَاعٌ، وَإِنْ بَاع فَبَاعٌ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمْ فِيهِ، أَلاَ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقَتْ عَلَى مُوسَى عَلَى سَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا ضَلاَلَةٌ, إِلاَّ فِرْقَةٌ وَاحِدَةٌ الإِسْلاَمُ وَجَمَاعَتُهُمْ، وَإِنَّهَا افْتَرَقَتْ عَلَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا ضَلاَلَةٌ, إِلاَّ فِرْقَةُ الإِسْلاَمِ وَجَمَاعَتُهُمْ، ثُمَّ إِنَّكُمْ تَفْتَرِقُونَ عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا ضَلاَلَةٌ, إِلاَّ فِرْقَةُ الإِسْلاَمِ وَجَمَاعَتُهُمْ.

الصفحة 64