كتاب أحاديث أبي العروبة الحراني برواية أبي أحمد الحاكم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وجعلنا خير أُمَّةٍ أُخْرِجَت للنَّاس، تأمر بالمعروف، وتنهي عن المنكر، وتتواصى فيما بينها بالحق والصبر.
ومن باب التَّواصي بالخير، الاهتمام بما تركه السلف من العلم وأشرفه، عِلْم الحديث النبوي المصدر الثاني من مصادر الشريعة الغرَّاء.
وقد توالت عناية الخلف بآثار السَّلَف، فجدُّوا في إبرازها للناس، وكان من نصيب بعضها أن غُفِلَ عنها، ليس إهمالاً لها، وإنَّما لعدم وقوف النَّاس عليها أو لأنَّهم اكتفوا بالكتب التي اعتمدت هذه المصنَّفات.
ولو أنَّنا قمنا بإجراء مسحِ شاملٍ للأجزاء المهملة- والتي تنتظر اليد التي تخرجها- لوفقنا على رقمٍ لا يمكن حكره.
وقد نالت مُصَنَّفات "أبي عروبة الحرَّاني "نصيباً وافراً هذا الإهمال، فلمَّا رأيت الأمر كذلك، استخرت ا لله عز وجل في إخراج مُصَنَّفاته التي وقفت عليها على وجهٍ يليق بمكانة المؤلِّف. وحرصت على إبراز هذا الجزء الذي بين أيدينا، لأنَّه من رواية إمامٍ مشهورٍ وهو:"أبو أحمد الحاكم "عنه. وهُناك جزءٌ آخر سيتم إخراجه لاحقاً بإذن الله تعالى.
أمَّا العمل في هذا الجزء، فقد تم على وفق الخُطَّة التالية:
أولاً: قسم الدراسة، ويتضمن ما يلي:
أ- التعريف بالمُصَنِّف، وما يتعلَّق به من ذكر أقوال النُّقَّاد فيه، وشيوخه، وتلامذته، وذكر مُصَنَّفاته، ووفاته.
2- الكلام على هذا الجزء من حيث وصفه، وإسناده، وإثبات صحة نسبته للمُصَنِّف.
الصفحة 5
72