كتاب التعيين في شرح الأربعين (اسم الجزء: 1)

وعدم إحساس النَّاس بها.
قوله: "وبالسنن" أي: المكرم بالسنن "المستنيرة للمسترشدين" أعلم أن سنة النَّبيِّ - صَلَّى الله عليه وسلم - على ضربين:
أحدهما: ما أوحي إليه وحيًا لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن جبريل يأتيني بالسنة كما يأتيني القرآن" (¬1).
والثاني: ما ألهمه الله عزَّ وجلَّ التكلم به بيانًا للقرآن، وفي كلا الوجهين له إكرام، أعني الوحي والإلهام. والمستنيرة ذات النور كناية عن الهدى الذي تضمنته. والمسترشد طالب الرشاد.
قوله: "المخصوص بجوامع الكلم وسماحة الدين" أما الأول: فأشار (أ) إلى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أوتيت جوامع الكلم واختصر لي الكلام اختصارًا" (¬2) أى: أوتيت الكلم الجوامع وهي المعاني الكثيرة في الألفاظ اليسيرة.
ولا نعلم لأحد أجمع من كلماته ولا أكثر وقد تضَمَّنَت دواوين الحديث، وسيأتي التنبيه في أثناء هذا الكتاب على بعضها إن شاء الله تعالى. وأمَّا
¬__________
(أ) في ب، م إشارة.
(¬1) رواه الخطيب في كتابه الفقيه والمتفقه 1/ 66، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 1/ 90 من قول حسَّان بن عطية التَّابعي الجليل، وعزاه الحافظ ابن حجر في الفتح 13/ 291 إلى البيهقي، وصحّح سنده.
(¬2) ورد في هذا المعنى عدة أحاديث، وأقربها إلى اللفظ الذي ساقه المؤلف حديث عمر بن الخطاب رواه العقيلي في كتابه الضعفاء الكبير 2/ 21 وفي سنده خليفة بن قيس ولم يصح حديثه، وحديث ابن عباس رواه الدارقطني 4/ 144 وفي سنده زكريا بن عطية منكر الحديث.

الصفحة 12