كتاب التعيين في شرح الأربعين (اسم الجزء: 1)

أو دعا له فعادت (¬1)، فأرى أن قراءة النَّاس البُخاريّ لتفريج الكرب مأخوذ من هذا لأن مصنفه فرجت كربته (¬2).
الموضع الثَّاني: عمر بن الخطاب رضي الله عنه أول من سمي أمير المؤمنين من الخلفاء (¬3) لا مطلقًا، بل أول من سمي أمير المؤمنين من المسلمين عبد الله بن جحش حين بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - في سريَّة في أول مقدمه المدينة فقال له أصحابه: بما ندعوك؟ فقال: أنتم المؤمنون وأنا أميركم، قالوا: فأنت إذًا أمير المؤمنين (¬4). وفي سريتهم أنزلت {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ} (¬5) [سورة البقرة: 217 - 218] الآيتين.
الموضع الثالث: هذا الحديث لم يروه عن النبي - صَلَّى الله عليه وسلم - إلا عمر، ولا عن عمر إلَّا علقمة بن وقاص الليثي، ولا عن علقمة إلَّا محمد بن إبراهيم التَّيميُّ، ولا عن محمد إلَّا يَحْيَى بن سعيد الأنصاري، ثم اشتهر عن يَحْيَى حتَّى رواه
¬__________
(¬1) طبقات الحنابلة 1/ 274.
(¬2) ليست قراءة صحيح البُخاريّ وسرد أحاديثه في الشدائد والمحن سببا شرعه الله سبحانه وتعالى لدفعها، بل السبب الشرعي العمل بما فيه من السنة النبوية التي فيها أخذ بالأسباب لكل شيء حسبما يناسبه، ويقع هذا الإنحراف عن السبب الشرعي والعلاج الملائم حين يطرأ الخلل على عقيدة الأمة وسلوكها.
(¬3) ينظر قصة تلقيبه بأمير المؤمنين في المعجم الكبير للطبراني 1/ 64، مستدرك الحاكم 3/ 81 - 82، وتاريخ الطبري 4/ 208، وطبقات ابن سعد 3/ 281، والأوائل للعسكري 1/ 226 - 227، ومجمع الزوائد 9/ 61.
(¬4) ينظر طبقات ابن سعد 2/ 11.
(¬5) ينظر جامع البيان لأبي جعفر الطبري 4/ 302 - 305.

الصفحة 26