كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 36)

١٧٦٥٨ - عن عمة عمارة بن غُراب، أنها سألت عائشة أُم المؤمنين، رضي الله عنها، فقالت: إن زوج إحدانا يريدها فتمنعه نفسها، إما أن تكون غضبى، أو لم تكن نشيطة، فهل علينا في ذلك من حرج؟ قالت: نعم، إن من حقه عليك أن لو أرادك وأنت على قتب لم تمنعيه، قالت: قلت لها: إحدانا تحيض، وليس لها ولزوجها إلا فراش واحد، أو لحاف واحد، فكيف تصنع؟ قالت: لتشد عليها إزارها، ثم تنام معه، فله ما فوق ذلك؛
«مع أني سوف أخبرك ما صنع النبي صَلى الله عَليه وسَلم إنه كانت ليلتي منه، فطحنت شيئًا من شعير، فجعلت له قرصا، فدخل فرد الباب، ودخل إلى المسجد، وكان إذا أراد أن ينام أغلق الباب، وأوكأ القربة، وأكفأ القدح، وأطفأ المصباح، فانتظرته أن ينصرف فأطعمه القرص، فلم ينصرف حتى غلبني النوم، وأوجعه البرد فأتاني، فأقامني، ثم قال: أدفئيني، أدفئيني، فقلت له: إني حائض، فقال: وإن، اكشفي عن فخذيك، فكشفت له عن فخذي، فوضع خده ورأسه على فخذي حتى دفئ، فأقبلت شاة لجارنا داجنة، فدخلت ثم عمدت إلى القرص فأخذته، ثم أدبرت به، قالت: وقلقت عنه، واستيقظ النبي صَلى الله عَليه وسَلم فبادرتها إلى الباب، فقال النبي صَلى الله عَليه وسَلم: خذي ما أدركت من قرصك، ولا تؤذي جارك في شاته» (¬١).
---------------
(¬١) اللفظ للبخاري.
- وفي رواية: «أنها سألت عائشة، قالت: إحدانا تحيض وليس لها ولزوجها إلا فراش واحد؟ قالت: أخبرك بما صنع رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم دخل فمضى إلى مسجده ـ تعني مسجد بيته ـ فلم ينصرف حتى غلبتني عيني، وأوجعه البرد، فقال: ادني مني، فقلت: إني حائض، فقال: وإن، اكشفي عن فخذيك، فكشفت فخذي، فوضع خده وصدره على فخذي، وحنيت عليه حتى دفئ ونام».
أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (١٢٠) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. و «أَبو داود» (٢٧٠) قال: حدثنا عبد الله بن مَسلَمة, قال: حدثنا عبد الله، يعني ابن عمر بن غانم.

⦗٥٢١⦘
كلاهما (عبد الله بن يزيد، وعبد الله بن عمر) عن عبد الرَّحمَن بن زياد, قال: حدثني عمارة بن غُراب، أن عمة له حدثته، فذكرته (¬١).
---------------
(¬١) المسند الجامع (١٦١٠٤)، وتحفة الأشراف (١٧٩٩٣)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (٧٣٥ و ٣٢٠١)، والمطالب العالية (٢٠٦ و ١٦٧٠ و ٢٥٩٠).
والحديث؛ أخرجه البيهقي ١/ ٣١٣.

الصفحة 520