كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 36)

ـ فوائد:
- قال الدارقطني: وأَما الزهري؛ فتفرد بهذا الحديث عنه محمد بن عمرو بن علقمة، رواه عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، أَن فاطمة كانت تستحاض، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: إِن دم الحيضة أَسود يعرف، فإِذا كان ذلك فأَمسكي عن الصلاة، وإِذا كان الأَحمر فتوضئي وصلي، فإِنما هو عرق.
كذلك رواه ابن أَبي عدي من حفظه.
وحدث به من كتابه، عن محمد بن عمرو، عن الزهري، عن عروة، عن فاطمة بنت أَبي حبيش، ولم يذكر عائشة، وساق الكلام كما ذكره من حفظه.
وروى هذا الحديث سهيل بن أَبي صالح، عن الزهري، واختلف عنه؛
فرواه خالد بن عبد الله الواسطي، وعمران بن عبيد الضبي، وأَبو عوانة، وعلي بن عاصم، عن سهيل، عن الزهري، عن عروة، عن أَسماء بنت عميس، أَنها قالت: يا رسول الله، فاطمة بنت أَبي حبيش استحيضت.
وخالفهم جرير بن عبد الحميد، فرواه عن سهيل، عن الزهري، عن عروة، عن فاطمة بنت أَبي حبيش؛ أَنها أَمرت أَسماء أَن تسأَل، وقال: حدثتني أَسماء؛ أَن فاطمة أَمرتها. «العلل» (٣٤٨٤).
١٧٦٧٨/ ٢ - عن عروة بن الزبير، عن عائِشة، زوج النبي صَلى الله عَليه وسَلم أَنها قالت:
«إِن أُم حبيبة سأَلت رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم عن الدم، فقالت عائِشة: قد رأَيت مركنها ملآنا دما، فقال لها رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: امكثي قدر ما كانت تحبسك حيضتك، ثم اغتسلي وصلي» (¬١).
- وفي رواية: «عن عائِشة، زوج النبي صَلى الله عَليه وسَلم أَنها قالت: إِن أُم حبيبة بنت جحش، التي كانت تحت عبد الرحمن بن عوف، شكت إِلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم الدم، فقال لها: امكثي قدر ما كانت تحبسك حيضتك، ثم اغتسلي، فكانت تغتسل عند كل صلاة» (¬٢).
أَخرجه أحمد (٢٦٤٩٩) قال: حدثنا حجاج, قال: حدثنا ليث، عن يزيد بن أَبي حبيب. و «مسلم» ١/ ١٨١ (٦٨٥) قال: حدثنا محمد بن رُمح, قال: أَخبرنا الليث (ح) قال: وحدثنا قتيبة بن سعيد, قال: حدثنا ليث، عن يزيد بن أَبي حبيب. وفي ١/ ١٨٢ (٦٨٦) قال: حدثني موسى بن قريش التميمي, قال: حدثنا إِسحاق بن بكر بن مضر, قال: حدثني أَبي. و «أَبو داود» (٢٧٩) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد, قال: حدثنا الليث، عن يزيد بن أَبي حبيب. و «النَّسَائي» (٢١٢ و ٣٥٦ و ٣٥٧)، وفي «الكبرى» (٢٥٨) قال: أَخبرنا قتيبة, قال: حدثنا الليث، عن يزيد بن أَبي حبيب.
كلاهما (يزيد بن أَبي حبيب، وبكر بن مضر) عن جعفر بن ربيعة، عن عراك بن مالك، عن عروة بن الزبير، فذكره (¬٣).
- قال أَبو داود: ورواه قتيبة بين أَضعاف حديث جعفر بن ربيعة في آخرها، ورواه علي بن عياش، ويونس بن محمد، عن الليث، فقالا: جعفر بن ربيعة.
- وقال النَّسَائي: أَخبرنا قتيبة مرة أُخرى، ولم يذكر جعفرا.
---------------
(¬١) اللفظ لأحمد (٢٦٤٩٩).
(¬٢) اللفظ لمسلم (٦٨٦).
(¬٣) المسند الجامع (١٥٩١٨ و ١٦١٢٣ و ١٦١٢٩)، وتحفة الأشراف (١٦٣٧٠)، وأطراف المسند (١١٧٢١).
والحديث؛ أخرجه بن الجارود (١١٤)، وأبو عَوانة (٩٣٧: ٩٣٩).
١٧٦٧٨/ ٣ - عن عروة بن الزبير، عن عائِشة، زوج النبي صَلى الله عَليه وسَلم أَنها قالت:
«جاءَت فاطمة ابنة أَبي حبيش إِلى النبي صَلى الله عَليه وسَلم فقالت: يا رسول الله، إِني امرأَة أُستحاض فلا أَطهر، أَفادع الصلاة؟ قال: لا، إِنما ذلك عرق، وليس بالحيضة، اجتنبي الصلاة أَيام حيضتك، ثم اغتسلي وتوضئِي لكل صلاة، ثم صلي وإِن قطر الدم على الحصير» (¬١).
- وفي رواية: «عن عائِشة، قالت: أَتت فاطمة بنت أَبي حبيش النبي صَلى الله عَليه وسَلم فقالت: إِني استحضت, فقال: دعي الصلاة أَيام حيضك, ثم اغتسلي، وتوضئِي عند كل صلاة, وإِن قطر على الحصير» (¬٢).
- وفي رواية: «عن عائِشة, عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم قال: تصلي المستحاضة, وإِن قطر الدم على الحصير» (¬٣).
أَخرجه ابن أَبي شيبة (١٣٥٤) قال: حدثنا وكيع. و «أَحمد» ٦/ ٤٢ (٢٤٧٧٩) و ٦/ ٢٦٢ (٢٦٨٩٦) قال: حدثنا علي بن هاشم. وفي ٦/ ١٣٧ (٢٥٦٩٩) و ٦/ ٢٠٤ (٢٦٣٢٠) قال: حدثنا وكيع. و «ابن ماجة» (٦٢٤) قال: حدثنا علي بن محمد، وأَبو بكر بن أَبي شيبة، قالا: حدثنا وكيع. و «أَبو داود» (٢٩٨) قال: حدثنا عثمان بن أَبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. و «أَبو يعلى» (٤٧٩٩) قال: حدثنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا وكيع، وعبد الله بن داود، وعثام بن علي، وعُبيد الله بن موسى.
خمستهم (وكيع، وعلي بن هاشم، وعبد الله بن داود، وعثام، وعُبيد الله) عن سليمان الأَعمش، عن حبيب بن أَبي ثابت، عن عروة بن الزبير، فذكره (¬٤).
- قال أَبو داود (٣٠٠): حديث عدي بن ثابت، والأَعمش، عن حبيب، وأَيوب أَبي العلاء، كلها ضعيفة, لا تصح, ودل على ضعف حديث الأَعمش، عن حبيب، هذا الحديث، أَوقفه حفص، وأَنكر حفص بن غياث حديث حبيب مرفوعا، وأَوقفه أَيضا أَسباط، عن الأَعمش، موقوف عن عائشة.
قال أَبو داود: ورواه ابن داود، عن الأَعمش، مرفوعًا أَوله، وأَنكر أَن يكون فيه الوضوءُ عند كل صلاة، ودل على ضعف حديث حبيب هذا، أَن رواية الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: فكانت تغتسل لكل صلاة في حديث المستحاضة.
وروى أَبو اليقظان، عن عدي بن ثابت، عن أَبيه، عن علي، وعمار, مولى بني هاشم، عن ابن عباس.
وروى عبد الملك بن ميسرة، وبيان، والمغيرة، وفراس، ومجالد، عن الشعبي، عن حديث قمير، عن عائشة؛ توضأُ لكل صلاة.
ورواية داود، وعاصم، عن الشعبي، عن قمير، عن عائشة: تغتسل كل يوم مرة.
وروى هشام بن عروة، عن أَبيه؛ المستحاضة تتوضأُ لكل صلاة.
هذه الأَحاديث كلها ضعيفة, إِلا حديث قمير، وحديث عمار مولى بني هاشم، وحديث هشام بن عروة، عن أَبيه، والمعروف عن ابن عباس الغسل.
- وقال أَبو عبد الرحمن النَّسَائي: قال يحيى القطان حديث حبيب، عن عروة، عن عائشة، تصلي وإِن قطر الدم على الحصير قطرا، شبه لا شيءَ. «السنن الكبرى» (١٩٨).
---------------
(¬١) اللفظ لابن أبي شيبة (١٣٥٤).
(¬٢) اللفظ لأحمد (٢٤٧٧٩).
(¬٣) اللفظ لأحمد (٢٥٦٩٩).
(¬٤) المسند الجامع (١٦١٢٣ و ١٦١٢٩)، وتحفة الأشراف (١٧٣٧٢)، وأطراف المسند (١١٦٨٥)، ومَجمَع الزوائد ١/ ٢٨٠.
والحديث؛ أخرجه إِسحاق بن رَاهَوَيْه (٥٦٤ و ٥٦٨)، والدَّارَقطني (٨١٩: ٨٢٥).
- فوائد:
- قال ابن أَبي حاتم: ذكره أَبي، عن إِسحاق بن منصور، عن يحيى بن مَعين قال: لم يسمع حبيب بن أَبي ثابت من عُروة.
وكذا قال أَحمد، يعني ابن حنبل: لم يَسمع مِن عروة. «المراسيل» (٨١).
- وقال التِّرمِذي: سمعتُ محمدًا، يعني ابن إِسماعيل البُخاري، يقول: حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير شيئا. «السنن» (٣٤٨٠).
- وقال عباس بن محمد الدوري: قيل ليحيى، يعني ابن معين: حبيب ثبت؟ قال: نعم، إِنما روى حديثين، أَظن يحيى يريد منكرين: حديث تصلي الحائض وإِن قطر الدم على الحصير، وحديث القبلة. «تاريخه» (٢٩٢٥).
- وقال صالح بن أَحمد بن حنبل: حدثنا علي، يعني ابن المديني، قال: سمعت يحيى، يعني القطان، وذكر عنده حديثا الأَعمش، عن حبيب، عن عروة، عن عائِشة، تصلي المستحاضة وإِن قطر الدم على الحصير، وفي القبلة، يعني حديث النبي صَلى الله عَليه وسَلم أَنه قبل، ثم خرج إِلى الصلاة ولم يتوضأ، فقال يحيى: احك عني، أَنهما شبه لا شيء. «الجرح والتعديل» ١/ ٢٣٨.
- وقال أَبو حاتم الرازي: حبيب بن أَبي ثابت روى عن عُروة حديث المُستحاضة، وحديث القُبلة للصائم، ولم يسمع ذلك من عُروة. «الجرح والتعديل» ٣/ ١٠٧.
- وقال الدَّارَقطني: وأَما حديث ابن أَبي ثابت، عن عروة؛ فاختلف عن الأَعمش في رفعه؛
فرواه وكيع، ومحمد بن ربيعة، وسعيد بن محمد الوراق، وأَبو أُسامة، وعلي بن هاشم بن البريد، وعبد الله بن داود الخريبي، ومُحاضِر بن المُوَرِّع، وأَبو يحيى الحماني، وابن نمير، عن الأَعمش، عن حبيب، عن عروة، عن عائشة، وقالوا فيه: تصلي المستحاضة، وإِن قطر الدم على الحصير، ورفعوه إِلى النبي صَلى الله عَليه وسَلم.
وخالفهم حفص بن غياث، وعثام بن علي، وأَسباط بن محمد، فرووه عن الأَعمش، عن حبيب، عن عروة، عن عائشة، موقوفا.
وقال يحيى القطان، عن الثوري: إِنه كان أَعلم الناس بحبيب بن أَبي ثابت، وإِنه زعم أَن حبيبا لم يسمع من عروة شيئًا، ولم يحدث بهذا الحديث عن حبيب، غير الأَعمش، ولا يصح.
سمعت أَبا بكر النيسابوري، يقول: سمعت عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، يقول: جئنا من عند عبد الله بن داود الخريبي، إِلى يحيى بن سعيد القطان، فقال: من أَين أَقبلتم؟ فقلنا من عند ابن داود، فقال: أَيش حدثكم؟ فقلنا: حديث الأَعمش، عن حبيب، عن عروة، يعني هذا الحديث، فقال يحيى: كان سفيان الثوري أَعلم الناس بحبيب بن أَبي ثابت، زعم أَن حبيبا لم يسمع من عروة شيئًا. «العلل» (٣٤٨٤).
- وقال الدَّارَقطني: حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا صالح بن أَحمد، حدثنا علي بن المديني، قال: سمعت يحيى، وذكر عنده حديثا الأَعمش عن حبيب، عن عروة، عن عائشة؛ تصلي وإِن قطر على الحصير، وفي القبلة، قال يحيى: احك عني أَنهما شبه لا شيءَ. «السنن» (٤٩٩).
- أَورده المزي تحت ترجمة: عروة المزني ولم ينسب، عن عائشة، ومنهم من قال: عن عروة ولم ينسبه، ومنهم من قال: عن عروة بن الزبير. «تحفة الأشراف» (١٧٣٧٢).
أَما ابن حجر، فأورده تحت ترجمة حبيب بن أَبي ثابت، عن عروة بن الزبير، عن عائشة. أَطراف المسند (١١٦٨٥).
وفي جميع الطرق المذكورة في التخريج: عروة، عن عائشة، عدا رواية ابن ماجة، ففيها: عروة بن الزبير، عن عائشة.
- قال أَبو داود: وروي عن الثوري، قال: ما حدثنا حبيب، إِلا عن عروة المزني, يعني لم يحدثهم عن عروة بن الزبير بشيء.
قال أَبو داود: وقد روى حمزة الزيات، عن حبيب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، حديثا صحيحا. «السنن» ١/ ١٢٩.
- قال ابن حجر: فعروة المزني على هذا شيخ لا يدرى من هو، ولم أَره في كتب من صنف في الرجال إِلا هكذا، يعللون به هذه الأَحاديث، ولا يعرفون من حاله بشيء. «تهذيب التهذيب» ٧/ ١٨٩.
١٧٦٧٩ - عن عروة بن الزبير، عن عائشة، رضي الله عنها؛
«أن فاطمة بنت أبي حبيش كانت تستحاض، فقال لها رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: إن

⦗٥٤٧⦘
دم الحيض دم أسود يعرف، فإذا كان ذلك فأمسكي عن الصلاة، وإذا كان الآخر فتوضئي وصلي» (¬١).
أخرجه النَّسَائي ١/ ١٢٣ و ١٨٥، وفي «الكبرى» (٢١٦). و «ابن حِبَّان» (١٣٤٨) قال: أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان، وعمر بن محمد.
ثلاثتهم (أحمد بن شعيب النَّسَائي، وجعفر، وعمر) عن محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أَبي عَدي، من حفظه، عن محمد بن عَمرو بن علقمة، عن ابن شهاب الزُّهْري، عن عروة بن الزبير، فذكره (¬٢).
• أَخرجه أَبو داود (٢٨٦ و ٣٠٤). والنَّسَائي ١/ ١٢٣ و ١٨٥، وفي «الكبرى» (٢١٥).
---------------
(¬١) اللفظ للنسائي ١/ ١٢٣ (٢١٦).
(¬٢) المسند الجامع (١٦١٢٣)، وتحفة الأشراف (١٦٦٢٦).
والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (٣٤٨٤)، والدارقُطني (٧٩٠).

الصفحة 546