كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 36)

١٧٣٠٨ - عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن جدته أسماء بنت أَبي بكر، قالت:
«لما وقف رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم بذي طوى، قال أَبو قحافة لابنة له من أصغر ولده: أي بنية اظهري بي على أبي قبيس، قالت: وقد كف بصره، قالت: فأشرفت به عليه، فقال: يا بنية، ماذا ترين؟ قالت: أرى سوادا مجتمعا، قال: تلك الخيل، قالت: وأرى رجلا يسعى بين ذلك السواد مقبلا ومدبرا، قال: يا بنية، ذلك الوازع، يعني الذي يامر الخيل ويتقدم إليها، ثم قالت: قد والله انتشر السواد، فقال: قد والله إذا دفعت الخيل فأسرعي بي إلى بيتي، فانحطت به، وتلقاه الخيل قبل أن يصل إلى بيته، وفي عنق الجارية طوق لها من ورق، فتلقاها رجل فاقتلعه من عنقها، قالت: فلما دخل رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم مكة، ودخل المسجد أتاه أَبو بكر بأبيه يقوده، فلما رآه رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قال: هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه، قال أَبو بكر: يا رسول الله، هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي أنت إليه، قال: فأجلسه بين يديه، ثم مسح صدره، ثم قال له: أسلم، فأسلم، ودخل به أَبو بكر، رضي الله عنه، على رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم ورأسه كأنه ثغامة، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: غيروا هذا من شعره، ثم قام أَبو بكر فأخذ بيد أخته، فقال: أنشد بالله وبالإسلام طوق أختي، فلم يجبه أحد، فقال: يا أخية، احتسبي طوقك».

⦗٥٦⦘
• وزاد ابن حبان في آخره: «فوالله إن الأمانة اليوم في الناس لقليل».
أخرجه أحمد (٢٧٤٩٦). وابن حبان (٧٢٠٨) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا أَبو خيثمة.
كلاهما (أحمد بن حنبل، وأَبو خيثمة زهير بن حرب) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، فذكره (¬١).
---------------
(¬١) المسند الجامع (١٥٧٨٠)، وأطراف المسند (١١٢٥٨)، ومَجمَع الزوائد ٦/ ١٧٣، والمطالب العالية (٤٣٠٦).
والحديث؛ أخرجه ابن سعد ٦/ ٧٨ و ٨/ ١٣، وإسحاق بن رَاهَوَيْه (٢٢٤٥)، والطبراني ٢٤/ (٢٣٦ و ٢٣٧)، والبيهقي ٩/ ١٢١.

الصفحة 55