كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 36)

١٧٣٤٩ - عن شهر بن حوشب، قال: أتيت أسماء بنت يزيد، فقربت إلي قناعا فيه تمر، أو رطب، فقالت: كل، فقلت: لا أشتهيه، فصاحت بي فقالت: كل؛
«فإني أنا التي قينت عائشة لرسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فأتيته بها فأجلستها عن يمينه، فأتي النبي صَلى الله عَليه وسَلم بإناء فيه لبن فشرب، ثم ناولها، فطاطأت رأسها واستحيت، فقلت: خذي من يد رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فأخذت فشربت، ثم قال لها: ناولي تربك، فقلت: بل أنت فاشرب يا رسول الله ثم ناولني، فشرب ثم ناولني، فأدرت الإناء لأضع فمي على موضع فيه، ثم قال: أعطي صواحباتك، فقلن: لا نشتهيه، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: لا تجمعن كذبا وجوعا، قالت: فأبصر رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم على إحداهن سوارا من ذهب، فقال: أتحبين أن يسورك الله، عز وجل، مكانه سوارا من نار؟ قالت: فأعتورنا عليه حتى نزعناه فرمينا به، فما ندري أين هو حتى الساعة، ثم قال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: أما يكفي إحداكن أن تتخذ جمانا من فضة، ثم تاخذ شيئًا من زعفران فتديفه ثم تلطخه عليه، فإذا هو كأنه ذهب» (¬١).
- وفي رواية: «عن شهر بن حوشب، أن أسماء بنت يزيد بن السكن، إحدى نساء بني عبد الأشهل، دخل عليها يوما، فقربت إليه طعاما، فقال: لا أشتهيه، فقالت: إني قينت عائشة لرسول الله صَلى الله عَليه وسَلم ثم جئته فدعوته لجلوتها، فجاء فجلس إلى جنبها، فأتي بعس لبن فشرب، ثم ناولها النبي صَلى الله عَليه وسَلم فخفضت رأسها واستحيت، قالت أسماء: فانتهرتها، وقلت لها: خذي من يد النبي صَلى الله عَليه وسَلم قالت: فأخذت فشربت شيئا، ثم قال لها النبي صَلى الله عَليه وسَلم: أعطي تربك، قالت أسماء: فقلت: يا رسول الله، بل خذه فاشرب منه، ثم ناولنيه من يدك، فأخذه فشرب منه، ثم ناولنيه، قالت: فجلست ثم وضعته على ركبتي، ثم طفقت أديره وأتبعه بشفتي لأصيب منه مشرب النبي صَلى الله عَليه وسَلم ثم قال لنسوة عندي: ناوليهن، فقلن: لا نشتهيه، فقال النبي صَلى الله عَليه وسَلم: لا تجمعن جوعا وكذبا، فهل أنت منتهية أن تقولي: لا أشتهيه، فقلت: أي أمه، لا أعود أبدا» (¬٢).
---------------
(¬١) اللفظ للحميدي.
(¬٢) اللفظ لأحمد (٢٨١٤٣).

الصفحة 94