كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 37)

أحب إلي من أن أكون (1) ما أحب أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود الخياط أنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد العكبري أنا عبيد الله بن أبي مسلم الفرضي أنا أبو محمد علي بن عبد الله بن المغيرة أنا أحمد بن سعيد الدمشقي حدثني أبو عبد الله الزبير بن بكار قال (2) دخل عمر بن عبد العزيز على ابنه عبد الملك بن عمر وهو مريض فقال له كيف تجدك يا بني قال أجدني في الحق قال والله لأن يكون ما تحب أحب (3) إلي من أن يكون ما أحب فلما هلك عبد الملك قال عمر يا بني لقد كنت في الدنيا كما قال جل ثناؤه " المال والبنون زينة الحياة الدنيا " (4) ولقد كنت أفضل زينتها وإني لأرجو أن تكون اليوم من الباقيات الصالحات التي هي خير ثوابا وخير أملا (5) والله ما يسرني إن دعوتك من جانب فأحببتني قال فعزاه الناس وعزاه محمد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان فقال يا أمير المؤمنين ليشغلك ما أقبل من الموت عليك عن من هو في شغل مما يدخل عليك وأعد لنزوله عدة تكن لك حجابا وسترا من النار فقال عمر إني لأرجو ان لا تكون رأيت جزعا تشمئز منه ولا غفلة تنبه عليها قال يا أمير المؤمنين لو ترك رجل تعزية أخيه لعلمه وانتباهه (6) لكنته ولكن الله قضى ان الذكرى تنفع المؤمنين وقام أعرابي من بني كلاب بين السماطين فقال * تعز أمير المؤمين فإنه * لما قد ترى يغذى الصغير ويولد هل ابنك إلا من سلالة آدم * وكل على حوض المنية مورد * وذكره
_________
(1) كذا بالاصل والاشبه: يكون كما في م
(2) الخبر من طريقه في سيرة عمر لابن الجوزي ص 306 - 307
(3) في سيرة عمر لابن الجوزي: أحب إلي مما أحب
(4) سورة الكهف الاية: 46
(5) في سيرة عمر لابن الجوزي: وخير أمدا اقتبسه عمر من قوله تعالى: " والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا) تتمة الاية 36 / من سورة الكهف
(6) الاصل: " وأشباهه " تصحيف والصواب عن م وسيرة عمر لابن الجوزي

الصفحة 51