كتاب فتاوى النووي

القدح في الفتوة
10 - مسألة: رجل فَتِيٌّ معدود من الفتيان، ترسم على فتى آخَرَ بأمر بعض ولاة الأمر، فضايقه مضايقةً ظاهرة من غير أمر بذلك، وتكرر (¬1) أخذُه منه الدراهمَ بسبب ذلك بغير رضى المأخوذ منه، هل يقدح ذلك في فتوته، وهل يخرج عن كونه فتى؟.
الجواب: يقدح (¬2) فيها، وينبغي أن يُستتاب، فإن أصرَّ خرج عن كونه فتى (¬3) "والله تعالى أعلم".
¬__________
= وتسقط مروءة من يداوم عليه فترد شهادته؛ وهو حرام عند الأئمة الثلاثة مطلقًا.
وقال سيدنا علي كرم الله وجهه: الشطرنج ميسر الأعاجم؛ ومر على قوم يلعبون بالشطرنج فقال: ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون، لأن يمس أحدكم جمرًا حتى يُطفأ، خيرٌ له من أن يمسها؛ ثم قال: والله لغير هذا خلقتم. وقال أيضًا: صاحب الشطرنج أكثر الناس كذبًا يقول أحدهم: قتلت! وما قتل. اهـ. إعانة الطالبين 4/ 280.
(¬1) نسخة "أ": منه.
(¬2) نسخة "أ": تقدح.
(¬3) قال الإمام القشيري في الفتوة.
هي إيثار الغير على النفس؛ بأن تكون ساعيًا في أمر غيرك.
ويقال: هي أن لا تشهد لك فضلاً، ولا ترى لك حقاً على غيرك.
"وهي ممدوحة ومطلوبة" قال الله تعالى: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} سورة الكهف: الآية 13. إذ الفتية جمع فتى وهو الشاب الكامل، مأخوذ من الفتوة. وقد فتي بالكسر فَتاء بالفتح والمد فهو: فتي السن أي بيِّن الفتاء.
والفتوة: مختلفة قوةً وضعفًا؛ فأدناها الإيثار بالجاه والمال، وأعلاها الإيثار بالنفس زيادة عن المال.
وهي: إنما تنشأ من كمال المروءة، وطهارة النفس من الشهوة الحيوانية.
مثل هذا في زماننا صار كالحديث المفترى.
والأولى أن يقال في معناها: هي ملكة في الشخص تحمل على البذل والجود؛ بل تقتضي قوةَ الإيثار "وهو من لطف ربنا الرحمن". اهـ. من شرح الرسالة القشيرية 3/ 167. =

الصفحة 234