كتاب تخجيل من حرف التوراة والإنجيل

الحاضرين، فمن اتضع ارتفع ومن ارتفع اتضع. وإذا صنعت وليمة فلا تدع أحباءك وأغنياء جيرانك لكي [يكافئوك] 1 ولكن ادع المساكين والضعفاء والزمنى والمقعدين؛ فطوبى لك إذ ليس لهم ما يكافئونك به ومجازاتك تكون في قيامة الصّدِّيقين - ثم عَرَّض بالعلماء - فقال: جيدٌ هو الملح فإذا فسد فبماذا يملح؟ "2. من كانت له أذنان سامعتان فليسمع هذه الوصية وما / (1/60/ب) شاكلها لم تمتد إليها يد التغيير سوى ما عبق بها من قصر التعبير. وهي بطولها مندمجة في قوله عليه السلام: "شرّ الطعام طعام الوليمة يدعى إليها الأغنياء ويترك الفقراء" 3. وقال عليه السلام: "من تواضع لله رفعه الله"4. وفي قوله: "إنكم أئمة يقتدى بكم"5. يقول ذل لأصحابه - رضي الله عنهم -.
اشتمال الجنة على الأكل والشرب والنكاح:
وذلك على خلاف معتقد أهل الكتاب، قال المسيح عليه السلام: "كان رجل من الأغنياء يلبس [البز] 6 والأرجوان7 ويتنعم كلّ يوم ويلتذ. وكان ببابه رجل مسكين يسمّى اليعازر مضروب بالقروح، وكانت الكلاب تأتي فتلعق قروحه ويود لو ملأ بطنه من الفتات الذي يسقط من مائدة ذلك
__________
1 في ص (يكافئونك) والصواب ما أثبته.
2 لوقا 14/7-14، 34، 35.
3 أخرجه مسلم 2/1055، عن أبي هرير رضي الله عنه مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأخرجه البخاري في كتاب النكاح باب (72) . (ر: فتح الباري 9/244) ، وأبو داود /125، وابن ماجه. (ر: صحيح ابن ماجه 1/323) ، موقوفاً على أبي هريرة رضي الله عنه.
4 أخرجه مسلم 4/2001، الترمذي 4/330، وأحمد 2/386، كلمهم من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ... فذكره.
5 تقدم تخريجه. ر: ص: 104.
6 في ص (البرفية) والتصويب من نصّ الإنجيل.
7 لون صباغة يشمل البنفسجي والقرمزي أو الأحمر. وكانت ثياب الأرجوان غالية الثمن يلبسها الأغنياء وذوو المكانة الرفيعة. (ر: قاموس ص 45) .

الصفحة 210