كتاب تخجيل من حرف التوراة والإنجيل

ومجادلة الخصوم. فقال الله عزوجل: {ادْعُ إِلَى سَبِيْلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلُوهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ... } . [سورة النحل، الآية: 125] .
لذلك كانت حياته صلى الله عليه وسلم جهاداً في سبيل الدعوة الإسلامية بالحجّة والبرهان في مجادلة الكفار على اختلاف الملل والأديان، ثم بالسيف والسنان بعد ظهور الحجّة والبرهان، وكذلك كان أصحابه - رضي الله عنهم - من بعده صلى الله عليه وسلم، فقد كان بعض الصحابة على اطِّلاع واسع وعميق على الأديان، وبخاصة اليهودية والنصرانية، كعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، ومسلمة أهل الكتاب مثل عبد الله بن سلام وتميم الداري وسلمان الفارسي وغيرهم - رضي الله عنهم -.
وكذلك كان بعض التابعين وأتباعهم كمالك1 بن دينار، وكعب الأحبار، ووهب بن منبة، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، وغيرهم - رضي الله عنهم - 2.
وحينما نشطت حركة التأليف والكتابة عند العلماء المسلمين، أفردوا العلم الأديان كتباً ومؤلّفاتٍ خاصة به، ومن ذلك:
الإمام محمّد بن إدريس الشافعي (توفي سنة 204هـ) له كتاب في
__________
1 توفي سنة 131هـ، وكان يقول: قرأت الزبور، ويقول: مكتوب في التوراة: ... ثم يسوق مقتبسات توراتية وزبورية. (ر: حلية الأولياء 2/376، 377، لأبي نعيم) .
2 ر: روايات الصحابة والتابعين وتابعيهم عن اليهود والنصارى في كتب التفاسير والتواريخ كتفسير ابن جرير الطبري وتاريخه.

الصفحة 6