كتاب تخجيل من حرف التوراة والإنجيل

وما حكاه علماء اليهود وأسلم لَمَّا حقق أمره مثل عبد الله1 بن سلام وابني2 سعية وابن3 يامين ومخيريق4 وكعب الأحبار5 من أحبار اليهود وعلمائهم.
__________
1 عبد الله بن سلام بن الحارث، أبو يوسف الإسرائيل ثم الأنصاري، رضي الله عنه، من ذرية يوسف عليه السلام، كان من بني قينقاع، كان اسمه الحصين فغيّره النبي صلى الله عليه وسلم، أسلم أوّل ما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وقصة إسلامه مشهورة، أخرجها البخاري وغيره عن أنس أن عبد الله بن سلام أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة، فقال: إني سائلك عن ثلاث خصال لا يعلمها إلاّ نبي ... ، الحديث. وفيه قصته مع اليهود أنهم قوم بهت، مات بالمدينة سنة 43هـ رضي الله عنه، وله خمسة وعشرون حديثاً. (ر: صحيح البخاري كتاب مناقب الأنصار والتفسير. (فتح الباري 7/249، 272، 8/165) ، السيرة 2/186، لابن هشام، دلائل 2/526-532، للبيهقي، ودلائل ص 355-357، لأبي نعيم، سير أعلام النبلاء 2/413، الإصابة 4/80) .
2 هما: أسد، وقيل: أسيد، وثعلبة ابنا سَعْيَة، رضي الله تعالى عنهما، وقيل: سَعْيَة القرظي، ممن أسلم من اليهود، وقد أخرج أبو نعيم ص 81، والبيهقي 2/80، كلاهما في الدلائل وابن السكن. (ر: الإصابة 1/31) ، كلهم من طريق ابن إسحاق. (ر: السيرة 1/272) ، قال: حدّثني عاصم بن عمرو بن قتادة أن شيخاً من بني قريظة حدّثه أن إسلام ثعلبة وأسد ابني سعية، وأسد بن عبيد إنما كان عن حديث ابن الهيبان - من أحبار اليهود بالشام - فذكره قصته بطولها ... ، وأنه كان يُعْلمهم بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام، فلما كان الليلة التي في صبحها فتح قريظة، قال لهم هؤلاء الثلاثة: يا معشر يهود إنه والله للرجل الذي كان وصف لنا ابن الهيِّبان فاتقوا الله واتبعوه. فأبوا عليهم، فنَزل الثلاثة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا. اهـ. وأخرجه ابن سعد 1/16،عن الواقدي، وذكره الحافظ في الإصابة1/31، من طرق عدةعن ابن إسحاق.
3 ابن يامين بن عمير بن عمرو بن كعب بن حجاش، من بني النضير، وقيل: إنه بنيامين أو منبه، ويقال: بليامين-باللام-وهو أحد الحبرين اللذين قدما من اليمن مع تبع، واسم الآخر: سخيت. (ر: الروض الأنف1/163، نسيم الرياض 3/264) .
4 أخرج أبو نعيم في الدلائل ص 78، والطبري في تاريخه 2/531، كلاهما عن ابن إسحاق معلقاً. (ر: السيرة 2/188) ، قال: وكان من حديث مخيريق وكان حبراً عالماً، وكان رجلاً غنياً كثير الأموال من النخل، وكان يعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفته، وما يجد في علمه، وغلب عليه إلف دينه، لم يزل على ذلك حتى إذا كان يوم أحد، وكان يوم أُحُد يوم السبت قال: يا معشر يهود، والله إنكم لتعلمون أن نصر محمّد عليكم الحق. قالوا: إن اليوم يوم السبت. قال: لا سبت لكم. ثم أخذ سلاحه فخرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحد وقاتل حتى قتل. اهـ. وأخرجه الواقدي في المغازي 1/263، وعنه ابن سعد 1/501، 502، وذكره الحافظ في الإصابة 6/73.
5 كعب بن ماتع الحميري، أبو إسحاق المعروف بكعب الأحبار، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً وأسلم في خلافة عمر رضي الله عنه، وكان حسن الإسلام متين الديانة، ثقة، وكان خبيراً بكتب اليهود، له ذوق في معرفة صحيحها من باطلها في الجملة، روى عنه عدة من الصحابة منهم: أبو هريرة، وابن عباس، توفي كعب بحمص ذاهباً للغزو في أواخر خلافة عثمان رضي الله عنه سنة 32هـ. (ر: ابن سعد 7/445، سير أعلام النبلاء 3/489-494، التقريب 2/135، الجرح 7/161، الإصابة 5/322-324) .

الصفحة 856