كتاب تخجيل من حرف التوراة والإنجيل

والجارود1، والنجاشي ملك الحبشة2، وسلمان وأساقفة نجران3 ممن آمن وحقّق وأسلم وصدق.
58- ومن دلائل نبوته عليه السلام ما نطقت به الكهان:
مثل شافع4 بن كليب وشقّ وسَطِيح5
__________
1 الجارود بن المعلى رضي الله عنه، ويقال ابن عمرو بن المعلى، أبو غياث، واسمه بشر، وكان سيد عبد القيس على دين النصرانية، وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة عشرة فأسلم، وكان حسن الإسلام صُلْباً على دينه، وأدرك الرِّدة ولما ارتد قومه دعاهم إلى الحقّ، وقتل الجارود بأرض فارس سنة 21هـ، وفي خلافة عمر رضي الله تعالى عنهما. (ر: السيرة 4/293، 294، لابن هشام، دلائل 5/328، للبيهقي، الإصابة 1/226، البداية 5/48) .
2 تقدمت ترجمته. (ر: ص: 833) .
3 هم الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من نجران في ستين راكباً فيهم أربعة عشر رجلاً من أشرافهم وكان لهم علم بالكتاب وفيهم أسقفهم وإمامهم أبو حارثة بن علقمة وقد شَرُفَ فيهم ودرس كتبهم وكانت ملوك الروم من النصرانية يُحلّونه ويخدمونه، وقد أبى وفد نصارى نجران قبول الإسلام وفيهم نزلت صدر سورة آل عمران، ودعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المباهلة فنكلوا وصالحوه على الجزية، وقد أسلم بعضهم حينمنا رجعوا إلى نجران، ومنهم: كوز بن علقمة أخ لأبي حارثة حينما أقر له بأن محمّداً صلى الله عليه وسلم هو النبي المنتظر، فأضمرها كوز حتى أسلم بعد ذلك.
(ر: صحيح البخاري كتاب المغازي. (فتح الباري 8/93) ، السيرة 2/254-266، لابن هشام، دلائل ص 353-354، لأبي نعيم، دلائل 5/382-393 للبيهقي) .
4 شافع بن كليب، هو: كاهن من كهان العرب، أخبر تبعاً بخبر النبي صلى الله عليه وسلم وبمهاجرته إلى المدينة - كما تقدم بيانه - وقال الحافظ الحلبي ومن تبعه: لا أعرفه. (ر: نسيم الرياض 3/271) .
5 شقّ وسطيح: هما كاهنان من كهان العرب، وشِقُّ - بكسر الشين - هو: شِق بن صعب بن يَشْكر، وجده الأعلى ربيعة بن أنمار، وكان بيد واحدة ورجل واحدة، وعين واحدة، ولذلك سمي شِقٌّ شِقّاً، لأنه كان كشق الإنسان أي: كنصفه.
وسَطِيح - بفتح السين وكسر الطاء - هو: ابن ربيع بن ربيعة بن مسعود، وسمي سطيح سطيحاً لأنه كان كالقطعة من اللحم الملقاة على الأرض وكأنه سطح عليها، فإن جسده لا عظم فيه غير جمجمة رأسه، فكان يدرج كالثوب فإذا غضب انتفخ وقيل: إنه عاش ثلاثمائة سنة.
وقصتهما وذكرهما للنبي صلى الله عليه وسلم مذكورة في السيرة مشهورة ولهما قصص كثيرة في التواريخ وأدركا زمانه صلى الله عليه وسلم.
(ر: السيرة 1/48-54، لابن هشام، أعلام النبوة ص 240-242، للماوردي، دلائل ص122-128،لأبي نعيم، دلائل 1/126-130، للبيهقي، البداية 2/268-269، الخصائص 1/57-61، نسيم الرياض 3/271) .

الصفحة 858